«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تصريحات خامنئي.. قناعة راسخة.. أم تقية وتكتيك سياسي؟!
نشر في المدينة يوم 15 - 10 - 2010

بعد تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي والذي أكدّ فيها تحريم الإساءة إلى زوجة النبي صلى الله عليه وسلم السيد عائشة، أو النيل من الرموز الإسلامية لأهل السنة والجماعة، خرجت أصوات متباينة، بعضها مؤيد لهذه التصريحات، والبعض الآخر مشكك فيها، فالفريق الأول عبر عن ارتياحه لها واعتبرها أنّها من الممكن أن تسهم في سد الفجوة أو الثغرة بين كلا الطرفين، أما الفريق الثاني فقد عبّر عن تشكيكه في هذه التصريحات مؤكدين أنّها لا تعدو أن تكون دعاية لتهدئة الرأي العام الذي أعقب تصريحات ياسر الحبيب أحد مرجعيات الشيعة الذي يعيش في لندن، فهل ما قاله خامنئي قناعة راسخة.. أم مجرد محاولة للالتفاف على ردود الأفعال؟ هذا ما نحاول البحث عن إجابة له من خلال استشراف آراء بعض المفكرين والعلماء من كلا الطرفين:
أيادٍ خارجية
بداية يشير الكاتب والناشط السياسي نجيب الخنيزي إلى بعض الكتابات الشيعية القديمة أو الحديثة إزاء قضايا ثقافية ذات منشأ تاريخي قديم في مرحلة ما بعد وفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، ويقول: هذه الأحداث هناك مجال للاختلاف في تقييمها وفقًا لظرف بيئتها وتاريخها، أما الإساءة لزوجات صلى الله عليه وسلم كما صدر مؤخرًا فهي مرفوضة، ولا ينبغي أن ننسى أنّ الإمام علي رضي الله عنه كان يكرم السيدة عائشة ويجلها وقد أرسلها معزّزة مكرّمة إلى المدينة لأنها زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويستذكر الخنيزي إزاء تلك الأحداث ما قاله جمال الدين الأفغاني الذي لم يميز في نظريته للإسلام ما بين المذاهب حيث كان يقول: “إن إثارة قضية الخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أمر يضر المسلمين في الوقت الحاضر ولا ينفعهم. ويتساءل عن ذلك قائلًا: لو أن أهل السنة وافقوا الشيعة الآن على أحقية علي بالخلافة فهل يستفيد الشيعة من ذلك شيئًا؟ ولو أن الشيعة وافقوا أهل السنة على أحقية أبي بكر فهل ينتفع أهل السنة؟”.
ويؤكد الخنيزي أنّه من الأجدى على كلا الطرفين الترفع عن كل ما يمكن أن يخلق بينهم حالة من الاحتقان في ظل هذه التغيرات الإقليمية، لأن الأمة أحوج ما تكون إلى الوحدة والحث عن المشتركات الجامعة والقضايا التوافقية.
ويعتقد الخنيزي أنّ تصريحات خامنئي تعدّ بمثابة انعكاس للناحية الدينية والسياسية لأنّه يمثل أعلى سلطة دينية ودنيوية لدى الشيعة، ويقول: من غير الممكن أن نرى مثل هذه التصريحات لدى الشخصيات الهامشية الشيعية مثل التصريحات التي أدلى بها ياسر الحبيب، والتي ضخّمت من قبل الآلة الإعلامية بقصد إحداث صراع سياسي وافتعال فتنة بين الطرفين، فهناك قوى متطرفة بين الطرفين، وأطراف إقليمية كإسرائيل، وأطرف دولية لا تريد للمجتمع الإسلامي والعربي التماسك من الداخل.
فتوى مرفوضة
ومن جهته يقول الباحث والمفكر في الشؤون الإسلامية حسين المصطفى: هناك مع الأسف من يقوم بتوجّيه الإهانة إلى بعض زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، واللائي قال فيهن الله عز وجل: “النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ” وذلك من حيث حرمة نكاحهن من بعده وضرورة تعظيمهن، حتى قال أحد علمائنا وهو الفقيه المحقق السيد محمد بحر العلوم: “أنّ للأم إطلاقات ثلاثة: أمهات النسب، وأمهات الرضاع، وأمهات التبجيل والعظمة، وهن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين؛ فمن هذا المنطلق لا يجوز سب أمهات المؤمنين، بل لا بد من إكرامهن إكرامًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويؤكد المصطفى أنّ أي فتوى تصدر لا بد أن تراعي في ظاهرها ما اتفق عليها المسلمون، ويقول: المرفوض من الفتاوى التي تكون بدواعٍ سياسية أو موهومة لا نستطيع الرد عليه، فهذا النوع من الفتاوى يكون انعكاسًا للغلاة من كلا الطرفين، فلا يمكن القبول بالفتوى الأخيرة التي تم إصدارها من ياسر الحبيب لأنّ الإمام علي رضي الله عنه أكدّ حرمة عائشة رضي الله عنها ووصفها وخاطبها بالقول: “إنّ لك حرمتك الأولى”، فهي من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ومن أمهات المؤمنين. والحمد لله فقد رأينا كيف انبرى العلماء من كلا الطرفين، وتصدوا لهذه التصريحات وهذا دليل على الوحدة بينهما.
رفض الإساءة بإطلاق
من جانب آخر يثمّن الشيخ محمد الصفار المفكر الإسلامي دور الصحافة السعودية المحلية في إبرازها لردود الفعل الشيعي المستنكرة والرافضة للتعدي على زوج الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم التي بادر الوسط الشيعي - سواء من داخل المملكة أو خارجها - من علماء ورموز دينية وثقافية لإدانتها، ويقول: هذا التصرف الحميد من الصحافة ساهم في توضيح موقف الرأي العام الشيعي من زوجات الرسول دون استثناء، كما ساهم في تخفيف الاحتقان بين عامة الناس لما رأوه من رفض شيعي لتلك التفاهات التي مست الرسول الأكرم، وأؤكد أنّ كل الأديان والمذاهب والتوجهات الدينية والفكرية يوجد فيها العاقل والأحمق، ولا يمكن لأحد أن يستثني دينه أو مذهبه من وجود الحمقى.
وأضاف الصفار: ما تفضل به خامنئي لا شك أنه من صميم المذهب الشيعي، فهو في موقع الفقيه المؤتمن على حفظ المذهب ورعايته وسلامته، وهذا الموقع لا يسمح له بالمجاملة والمحاباة وتقديم السياسي على الديني، لأن ذلك قد يؤدي لانحرافات خطيرة بين أبناء وأتباع المذهب الشيعي، وهذا ما لا يحتمل السيد خامنئي ولا غيره تحمل وزره.
وحول مدى قبول هذه التصريحات من قبل السنة يرى الصفار أنّ أغلب السنة وكل عقلائهم سينظرون إلى تصريحات خامنئي بايجابية كبيرة، وسيفرقون بين عالم كبير كالسيد خامنئي والشيرازي الذي صرح يوم الأحد السابق قائلًا: “إننا لا نرتضي توجيه الإساءة إلى زوجات النبي، فهذه الإساءة موجهة للنبي الأكرم نفسه”، إضافة إلى غيرهما من علماء الشيعة وحفظة المذهب الذين بينوا مثل هذا الأمر، كما أنّهم لن يرجحوا آراء مغمورين ومجهولين على منطق أعلام مشهورين ومعروفين، ولن يؤاخذوا أمة بجريرة تصرف مسيء يصدر من هذا وذاك، كما أن الشيعة غضوا الطرف سابقًا عن بعض التوجهات المتطرفة من السنة والذين تعجبهم المعارك الطاحنة، ويرون أنفسهم وحضورهم من خلالها، ويسعون لتصفية حساباتهم مع دعاة التعايش (من السنة والشيعة)، وتوسيع الفجوة بين الطرفين.
ويختم الصفار بالقول: كل من يريد كرامة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وزوجاته، أن يبث الطمأنينة ويساهم في وضع الحلول، وينصف في كلامه ومواقفه، لا أن يشعل النار كلما خمدت وكأن له في أوارها مآرب.
أفعال لا أقوال
وبدوره يرى الأستاذ بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور محمد موسى الشريف أنّ التصريحات التي أدلى بها خامنئي جيدة، لكنه يتساءل: أين ترجمة هذه التصريحات إلى أفعال ملموسة، ومع أنها تمثّل عقلاءهم وتصب في التهدئة، وكأنّهم فريقان فريق يأجج، وفريق يهدأ، وهو عبارة عن خطة مدروسة يتبادل فيها الطرفان الأدوار. الساسة في إيران يرجعون جميعًا إلى مرجعياتهم الدينية، وعلى رأسهم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، فهو المرجعية الأولى، ولا شك أنّ لديهم مرجعيات سياسية يأخذون بها، ولكن الأصل هو مرجعياتهم الدينية وهو ما يسمى عندهم “ولاية الفقيه”.
وينفي الشريف أنّ تكون تصريحات الحبيب الأخيرة قد تمّ تضخيمها لأنّه يعد أحد مراجع الشيعة، حتى لو كان مجرمًا هاربًا من الكويت، ويقول: الحبيب في النهاية تحدث باسم الطائفة الشيعية بشكل ظاهر وواضح، مثل هذا الأمر لا بد أن يوقف عند حده، وهذا ما دفع السنة إلى التحرك ضد هذه التصريحات، لأن المشكلة أكبر من مجرد تصريحات فهي تعدّ من صميم مذهبهم الشيعي. فعندما يأتي إنسان يفحش ويشتم أبي فإنني حتمًا سأتحرك، فما بالك عندما تكون شخصية كمثل عائشة إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ومن أمهات المؤمنين؟ حتمًا سأتحرك ضد هذا الشخص، فإن كان الشيعة صادقون في ما يقولونه من تنديد بهذه التصريحات فليذكروا تراجعهم عن هذا، وأكرر أنّ هذا التصريح الذي أدلى خامنئي به جيد وأتمنى أن يقبلوا ويعملوا به.
طعن في الدين
وفي السياق ذاته يؤكد الكاتب والباحث الإسلامي محمد أسعد بيوض التميمي أنه من صحيح المذهب الشيعي تكفير الصحابة ولعنهم وفي مقدمتهم أبو بكر وعمر، ولعن أمهات المؤمنين وفي مقدمتهن عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين، ويقول: عندما يُكفر هؤلاء الصحابة الذين نقلوا لنا الإسلام فهم يطعنون في القرآن والسُنة، فالطعن بالناقل طعن بالمنقول وهذا هدفهم، لذلك أراد خامنئي بتصريحه تهدئة الغضب المتفاقم في العالم الإسلامي على الشيعة. أؤكد أن الغرض من هذه التصريحات دعائي لامتصاص غضب المسلمين السنة بعد أن انكشف أمر الشيعة وانكشفت حقيقتهم، لذلك جاءت التصريحات متأخرة ولم تكن فورية، وهو لم يترض على عائشة ولا على أمهات المؤمنين، بل قال لا يجوز أن نتعرض لأمهات المؤمنين ورموز أهل السنة.
ويتابع التميمي حديثه بالقول: أتحدى مراجع الشيعة أن يترضوا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مقدمتهم أبي بكر وعمر وعثمان وعن أمهات المؤمنين وفي مقدمتهن عائشة بنت أبي بكر الصديق وحفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين ولو من باب التقية، فهم لا يمكن أن يترضوا عنهم بل يسعون إلى نبش قبري أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وهذا التفكير من أصول عقيدتهم”.
ويستغرب التميمي ممن يقولون إنّ تصريحات الحبيب جرى تضخيمها من قبل أطراف سياسية ويقول: هل هناك جريمة أضخم وأكبر من الطعن في عرض الرسول صلى الله عليه وسلم وفي عرض أمهات المؤمنين وفي مقدمتهم عائشة رضي الله عنها؟ شخصيًا أرى أن ردود الفعل لم تكن بالمستوى المطلوب، ومن يقول إن هذه التصريحات جرى تضخيمها سياسيًا إنما هو مع هذه التصريحات ومدافع عن الشيعة ويريد أن يُجهض ردة الفعل عند المسلمين.
رفض شيعي
وفي الطرف المقابل يرى الباحث المتخصص في الشؤون الإسلامية ومدير مركز رؤية للدراسات السياسية مروان شحادة أنه وعلى ما يبدو فإن الفتاوى التي تصدر عن المرجعيات الشيعية الدينية تتفق جميعًا على حرمة سب الصحابة، وحرمة الطعن في السيدة عائشة رضي الله عنها وعن جميع أمهات المؤمنين، ويقول: واضح جليًا أن الإساءات التي تبرز في الوسط الشيعي تصدر عن شخصيات هامشية، لا يعدو أن نطلق عليهم خطباء دروس في المساجد، تعكس مدى التخلف والحقد الدفين لدى فئة منحرفة الاعتقاد والغلو في الأفكار والممارسات الخاطئة التي تخرج من الملة في كثير من الأحيان.
ويستدرك شحادة قائلًا: من المحتمل أن تكون الفتاوى التي صدرت عن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي سياسية في الوقت الذي تزداد فيه الضغوطات الدولية على إيران وقياداتها، محاولة منه في تخفيف الاحتقان الطائفي في المنطقة.
ويستعرض شحادة العديد من الفتاوى والآراء المتعلقة بمسألة سب الصحابة والطعن في السيدة عائشة لدى بعض المرجعيات الشيعية المعروفة والتي تحظى بتأييد شعبي في الأوساط الشيعية بالعديد من البلدان، مؤكدًا أنّ الفتوى التي صدرت من خامنئي تحرّم الإساءة لأي من صحابة رسول الله وبخاصة لزوجاته، ومن بينهن السيدة عائشة رضي الله عنها. ويقول: هذه الفتوى التي أكدت فتوى سابقة للإمام الخميني حول تحريم الإساءة للصحابة تأتي في سياق عدد من فتاوى واضحة لمراجع الشيعة، حول هذه القضية.
ويستشهد شحادة بفتوى أخرى في نفس السياق من أبرزها وأهمها فتوى المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله بتحريم الإساءة إلى صحابة رسول الله ولزوجاته رضي الله عنهن جميعًا، وهي الفتوى التي أكدها مؤخرًا ردًا على واقعة الإساءة للسيدة عائشة رضي الله عنها، ويقول: لم يتوقف فضل الله عند حدود استنكار الإساءة التي وُجهت للسيدة عائشة، بل ذهب إلى ما هو أبعد عندما دعا إلى قطع الطريق على الفتنة المذهبية ودعا وطالب المرجعيات الإسلامية والشيعية، التي تسعى لتأكيد الوحدة الإسلامية بين المسلمين، أن يتحرّكوا في إطار حمل المسؤولية، لقطع الطريق على أي حديث أو محاولةٍ لإثارة الفتن، وألا يكتفوا بالحديث.
ويختم شحادة حديثه بالثناء على موقف علماء الشيعة في السعودية وعلى رأسهم حسن الصفار، وكذلك موقف علماء ومراجع الشيعة حول أنحاء العالم من قضية الإساءة للسيدة عائشة، ولسائر الصحابة، منوهًا على أنّهم تصدوا جميعًا لمحاولة إثارة الفتنة بين المسلمين من خلال الإساءة للسيدة عائشة أم المؤمنين عليها السلام.
---------------------
السيف: “الحبيب” شخصية تافهة وبذيئة وسبق له تكفير مراجع الشيعة
يؤكد الدكتور توفيق السيف المفكر الإسلامي إنّ التصريحات التي أدلى بها خامنئي تؤكد وجود تيارات مختلفة داخل أتباع المذهب الشيعي، ويقول: هذه التصريحات تعكس اتجاهين شيعيين مختلفين؛ اتجاه تقوده أقلية تميل إلى التشدد وتكفير الآخرين، وفي داخل هذه الأقلية هنالك أشخاص لديهم ميول تكفيرية وطموحات يعملون من خلالها على الاتجار بالدين ولديهم ميلٌ شديدٌ للصراع مع الآخرين.
أما الاتجاه الثاني وهم الغالبية والذين يرفضون المساس بمقدسات ورموز المسلمين، فهم أكثرية وهذا البيان لم يأت منفردًا، فقد سبق لمرجعيات شيعية أخرى أن أصدرت بيانات مماثلة تندد بهذه الأفعال مثل البيان الذي أصدره آية الله الشيرازي، وآية الله السيستاني، فالمراجع الشيعية بشكل عام ضد المساس بمقدسات المسلمين ورموزهم، ويرفضون هذه الأفعال رفضًا قاطعًا.
ويشير السيف إلى أنّ تصريحات خامنئي تأخذ سبغة دينية وليس سياسية، ويقول: لو كانت سياسية لصدرت عن رجل سياسي وليس عن مرجعية دينية. أما ياسر الحبيب فهو شخصية تافهة وصغير السن ولم يدرس في أي حوزة علمية، إضافة إلى أنّه بذيء اللسان، وسبق له تكفير مرجعيات شيعية مثل آية الله فضل الله، وآية الله الصنعاني، وكذلك حسن الصفار برأيه كافر أيضًا.
ويرى السيف أنّ تصريحات الحبيب جرى العمل على تضخيمها على الرغم من أنّ الرجل لا يستحق ذلك، وقال: هناك جهات سياسية سعت لاستغلال تصريحاته وتضخيمها في الكويت، حيث يوجد صراع سياسي كبير ليس له علاقة بالدين ويتمثَّل في مجلس الأمة، فأحد هذه الأطراف عملت على تبني الموضوع كعنصر صراع في مجلس الأمة.
-----------------------
الخراشي: لماذا لم يتم إحراق الكتب الشيعية التي تحوي إساءات للصحابة
يوضح الباحث والمفكر الإسلامي سليمان الخراشي أنّ من يعرف مبدأ “التقية” الذي يدين به الشيعة، والذي يعدونه من أصول مذهبهم، يعلم - يقينًا - أن مثل هذا التصريحات تتبع هذا المبدأ، ويقول: الدليل على ذلك أن خامنئي لو كان صادقًا في تصريحاته لطالب قومه الشيعة بإحراق الإساءات الموجهة للصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم من بطون أمهات كتبهم كافة، التي لا تزال تُطبع وتُوزع إلى اليوم في إيران وغيرها، وهي لا تختلف عما تفوه به الحبيب، كما أن فتواه كما نلاحظ خلت تمامًا من التنويه بتزكية القرآن لأمّ المؤمنين عائشة ووجوب الترضي عنها والثناء عليها كما أثنى القرآن، حيث نصَّ تصريح خامنئي على تحريم “اتهام زوجة النبي صلى الله عليه وسلم بما يخلّ بشرفها” ولهذا وضع هذا الوصف: (زوجات الرسل) وكأنّه يبيح النيل منهن في غير الشرف!
ويرى الخراشي أنّ خامنئي يهدف من وراء هذه الفتوى إلى تخفيف الانتقادات التي يتعرض لها الشيعة على خلفية هذه الإساءة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ويقول: هذه الفتوى جاءت بسبب تحول الكثير من الشيعة للمذهب السني بعد أن شاهدوا بأعينهم أحد المنتسبين للمذهب الشيعي وممن يشار إليه على أنه أحد علمائهم، وهو يقع في عرض النبي صلى الله عليه وسلم، ويرمي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالبهتان والأكاذيب؛ الأمر الذي رفضته فطرهم السليمة فأسرعوا إلى الانتساب لمذهب أهل السنة والجماعة.
ويؤكد الخراشي أنّ من يعرفون عقيدة الشيعة من أهل السنة لم يقبلوا هذه الفتوى، لأنّهم - كما سبق - يعلمون أنها مجرد مناورة، أما من لا يزال يفكر في التقريب بين المذاهب الإسلامية فقد هللوا لها وكبّروا، والعجيب أنهم في المقابل وللأسف لاذوا بالصمت تجاه طعونات القوم بعائشة رضي الله عنهم. أما تصريحات المدعو الحبيب فلم يتم تضخيمها من قبل وسائل الإعلام أو أهل السنة، فجرمه يستحق ردود فعل أضخم مما حدث.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.