تميّز سبعة فنانين تشكيليين في تقديم أعمالهم الفنية برؤية مختلفة، وهيمنت على أساليبهم الفكرة، والسيطرة على عقل المتلقي من حيث الطرح غير العادي في مسطح أبيض، أو في إعادة مواد على شكل فني جديد. هذا التميّز، وهذه الأعمال، احتضنتها صالة «شدة» في أولى فعالياتها للفنون العالمية والتي تسعى لدخول المنافسة الفنية، وقد جاء هذا المعرض بدعم من الردسي مول بالتعاون مع الفنانة التشكيلية فاطمة باعظيم، حيث شارك فيه مجموعة من الفنانين المميزين في الفن الحديث والمعاصر والمفاهيمي. الفنان فهد القثامي شارك في المعرض بفكرة عملين يعرضهما لأول مرة في هذا العام 2012م، الأول مجموعة صغيرة اسماها «نثريات» وفيها نوع الشفافية والرقة للمشاهدة التي تحملها الخامة للعمل، والعمل الآخر هو عرض كامل لماكينة الخياطة كمادة قديمة جاهزة للعرض الفني، وقال: لقد أدخلت هذه الآلة المتعة على الأعمال المنزلية وساعدت الكثير من العائلات في الحصول على ملابس أفضل وأقل كلفة وقد مكّنت آلة الخياطة الناس من إنتاج ملبوسات بالجملة في المصانع وستظل رمزًا أبدي لكل امراة عملت عليها ولمن كانت مصدر رزقه. وفي رؤية فنية جديدة وبمجموعة تعدت ال 100 عمل، قدمت الفنانة التشكيلية شروق الهاشمي المتخصصة ب «البوب آرت» اعمالا تستعيد فيها حقبة الستينيات والسبعينيات بلقطات هنا وهناك، وتلاحق الزمن الهارب عبر الأسماء والشخوص والدلالات المتغيرة، مستخدمة صور الوجوه لتأصيل الذاكرة، وبين المواجهة والهروب تكمن الحقائق، ويختلف كما هو مختلف تنوّع الطرح في أعمال لها منهجها الفلسفي للأشياء وعمقها الفكري. وعُرضت في المعرض ملفات خضراء معلقة وقديمة متراصة بجانب بعض، ما يقارب 12 ملفًا أخضرًا، شكلّها الفنان سامي جريدي، يقول عنها: هذه الأعمال تدور فكرتها حول خطاب فني ما بعد مفاهيمي مختلف، تأخذ حقيقتها من مشروع كلي موّحد يقوم على المهمش والرمزي وإعادة تدوير الأشياء المستعملة، وذلك للتعبير عن ظروف الحياة وأزمة إنسان هذا العصر وفلسفة الوجود والأشياء. وفي تجربة جديدة في الفن الما بعد حداثي للفنان ماجد الثبيتي، نجد رؤية رائعة لورق اللعب، والكاسيت، لتجربتان جديدتان، وهو يقول مفسرًا تجربة الكاسيت: صرير البداية، الصمت الذي يسبق انبعاث الصوت.. جزء من تاريخ مؤثر في حياة من يترقب ومن ينتظر أول كلمة، أول نغم، أول حياة، دائرتا هذا العمل، الممتلئتان تمامًا دون أدنى استطاعة للحراك من جديد، تمثلان مجد الاكتمال، وذروة اللحظة الفنية والفلسفية كذلك. من جهة أخرى تتبعثر العين وتستقر لتشاهد حدثًا محفورًا في العمق يشكّل الوجدان من خلال إبدعات أنثى صقلت ضوضاء الروح وصراعات الحياة في عملين مجردين يدعونا لاكتشاف السر وقوة الجدب، فمن خلال رؤيتها البصرية شكّلت الفنانة التشكيلية هبة الوقداني هذه النظرة في جدب الأعماق لها. وعلى مستوى آخر يجيء الفنان حمدان محارب عبر تشكيل مختلف بسيط مُمتع يشبه حديث نسوة أو تسوق النساء أو ضجيج نسوة وفرحة أطفال من خلال أعمال فنان مميز في تشكيل البسيط والمهمل إلى قدر عالٍ من الفن والصورة التي تعشقها العين والصادرة من فنان يعشق حكايات وأحداث صغيرة في الحياة غير مدركة وعبر حكاية نساء وأطفال تتشكل مجموعته من أعمال باحجام مختلفة منسجمة بصريًا، يقول الفنان محارب: الحياة الصاخبة للإنسان وبكل ما فيها من حكايات يومية ومشاهد بصرية عبر الفن يتحقق وجودها أحيانًا.. هنا نوافذ تطل على سينمائية الوجود وتستنطق خامات طلاها التهميش.. رفعت من واقعها إلى واقع جديد يروي نفسه. ثم تحكي الفنانة المبدعة فاطمة باعظيم بالأسود وسائط لعدة أنواع من المرايا، ومن قلب مشروعها سنتيمتر عن الدقة غير المتوقعة من الزائر، إلا إذا نظرت في مرآة اللوحة وجد أنها تكشف الحقيقة فقط إذا أصغيت لها واقتربت منها تراها. وتضيف باعظيم شعارها: «كل شيء في الحياة مستطر».