بدأت صالة «شدة» في جدة، أمس، عرض أعمال تشكيلية لسبعة فنانين، هيمنت على أساليبهم الفكرة، للسيطرة على عقل المتلقي بطرح غير عادي، من خلال مسطح أبيض، أو بإعادة تشكيل مواد بشكل فني جديد. المعرض الذي ينظم بالتعاون مع الفنانة التشكيلية فاطمة باعظيم، شارك فيه الفنان فهد القثامي بفكرة عملين يعرضان لأول مرة، الأول مجموعة صغيرة أسماها «نثريات»، فيها نوع من الشفافية والرقة باستخدام خامات خاصة، والآخر هو عرض كامل لماكينة خياطة، كمادة قديمة جاهزة للعرض الفني. وقال القثامي: «أدخلت هذه الآلة المتعة على الأعمال المنزلية، وساعدت عائلات في الحصول على ملابس أفضل وأقل كلفة. ومكّنت الناس من إنتاج ملبوسات بالجملة في المصانع. لولا هذه الآلة لكان الإنسان عارياً، لتظل رمزاً لكل امرأة عملت عليها، ولمَنْ كانت مصدر رزقه». من جانبها، بيَّنت الفنانة شروق الهاشمي أن مجموعتها في المعرض تعدت مائة قطعة صغيرة، لتشمل حياة المشاهير والناس الذين ترى أن لهم تأثيراً في العالم يشبه نشرة أخبار، وعبر ألوان وزخارف تستعيد عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. وتتسم أعمال الهاشمي بطابع خاص بها، كفنانة اختصت بفن البوب والكولاج، على القطع الصغيرة لمجلات غربية. أما الفنان والناقد سامي جريدي، فرأى أن أعماله تدور بأفكارها حول خطاب فني ما بعد مفاهيمي يأخذ حقيقته من مشروع كلي موّحد يقوم على المهمش والرمزي، وإعادة تدوير الأشياء المستعملة، للتعبير عن ظروف الحياة، وأزمة إنسان هذا العصر، وفلسفة الوجود والأشياء. وفسر الفنان ماجد الثبيتي رؤيته لورق اللعب والكاسيت في تجربتين جديدتين، وقال في تفسير تجربة الكاسيت «صرير البداية، الصمت الذي يسبق انبعاث الصوت.. جزء من تاريخ مؤثر في حياة مَنْ يترقب، ومَنْ ينتظر أول كلمة، أول نغم، أول حياة، دائرتا هذا العمل الممتلئتان تماماً دون أدنى استطاعة للحراك من جديد، تمثلان مجد الاكتمال، وذروة اللحظة الفنية والفلسفية كذلك.. الامتلاء تماماً إلى درجة اللااستطاعة. مكونات العمل، شريط سمعي (Cassette) ممتلئ الدائرتين تماماً، حيث كل شيء يخص العالم هنا». ويشارك الفنان حمدان محارب «عبر تشكيل مختلف بسيط ممتع يشبه حديث نسوة، أو تسوق النساء، أو ضجيج نسوة وفرحة أطفال، من خلال أعمال فنان لتشكيل البسيط والمهمل إلى قدر عالٍ من الفن والصورة التي تعشقها العين». بينما تحاكي الفنانة فاطمة باعظيم بالأسود وسائط لأنواع عدة من المرايا، معتمدة في مشروعها «سنتيميتر» على دقة ملاحظة الزائر حين ينظر في مرآة اللوحة، ليجد ببساطة أنها تكشف الحقيقة فقط، حسب قولها. وأوضحت باعظيم أن شعارها «كل شيء في الحياة مسطر»، وفي المرأة «يمكننا الإصلاح ما استطعنا، بل يمكننا التغيير عبر ابتسامة صادقة يمتصها اللون المخفي الأسود، ويخرجها طاقة بيضاء لمتلقٍّ، وهذه الحياة متفاوتة في عطائها متى أردنا منها».