بينّ عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم د. خالد المصلح أن نفقة الأب على ابنائه من الصدقة فقال :" ما فيه نفقة يُنفقها الإنسان إلا والله تعالى يأجره عليها ، حتى ما يضع في فم امرأته من الطعام والشراب إذا احتسبه عند الله عز وجل فإن الله عز وجل يأجره ، هذه في النفقة العادية فكيف في النفقات الاحتياجية التي تمس صحة الإنسان وحياته أو مصالحة الأساسية لاشك أن الإنفاق يكون هنا أعظم أجراً ، ثم هو يجب عليه أن يُنفق على أولاده لقول الله تعالى " لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ "هذا في النفقة على الزوجة ، ويقول في النفقة على الأولاد " وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ " أي عليه من الإنفاق على ولده كما قال تعالى " وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ " فبيّن الله تعالى الانفاق على المرأة في مدة الحمل لأجله ، فكيف بعد ذلك ؟ ، لاشك أن الانفاق من الواجبات وبه يتقي الإنسان الشر والضر وأذكر في هذا ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة أن امرأة دخلت عليها تطلبها حاجة فلم تجد ، تقول : فالتمست ما أطعمها فما وجدت إلا تمرة فدفعتها إليها وكان معها جاريتان - فالتمرة وهم ثلاثة الأم وبنتاها – فما كان منها إلا أن شقت التمرة نصفين وأعطت إحداهما شقاً والأخرى الشق الآخر ، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قصّت عليه خبر هذه المرأة في الإيثار ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إنهما ستر لها من النار " أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، هذا يدل على أنه ينبغي استحضار الثواب في الإنفاق على الأولاد ، لأن بعض الآباء عندما يُكثر عليه أولاده في الطلبات أو يتحمل مشقة عنده مريض أو مقعد من أولاده يتأفف ! ، فأنا أقول كل فلس ، كل قرش ، كل جزء من المال تدفعه في مصلحة هؤلاء سيخلفه الله تعالى عليك ويأجرك عليه في الآخرة ".