دراسة نُشرت في أمريكا عن مدة العمر المتبقي قبل الوفاة للموظف مقابل العمر عند التقاعد اعتمدت على سجلات شركات كبرى مثل "بوينغ" و "لوكهيد" و "مارتن" و "اتي آند تي" و "لوسنت" خلصت إلى أن الموظف الذي يستمر بالعمل إلى نهاية خدمته أي سن 65 سنة غالبا يموت خلال سنتين من تاريخ التقاعد بمعنى يموت الموظف ولا يتمتع بمميزات التقاعد الممنوحة له ويترك أموالاً كثيرة غير مستفيد منها. أما الموظف الذي يتقاعد وعمره 50 سنة يكون متوسط عمره عند الوفاة 86 سنة. أي أن كل سنة عمل بعد عمر 55 يخسر الموظف بمتوسط سنتين من عمره المتبقي. وطبقا للجدول المنشور مع الدراسة، فإن من يتقاعدون في عمر معدله 52.50 عاما يكون معدل أعمارهم عند الوفاة 84.60 عاما. ومن يتقاعدون عند 56.40 عاما يعيشون إلى 82.50 سنة، والذين يتقاعدون في سن معدله 60.10 عاما يكون متوسط أعمارهم عند الوفاة 76.80 عاما؟! *** الدراسة غريبة وغير منطقية في رأينا حيث تربط عمر الإنسان بالوظيفة ومدة العمل وكأن العمل هو الذي يمد حياة الإنسان أو يُقصر منه. ونحن نؤمن بالطبع أن الموت لا يحكمه العمر ولا عدد سنوات الخدمة في الدولة أو تحدده الوظيفة. والإنسان قد يموت طفلاً قبل أن يعمل .. وقد يموت في المائة من عمره أو أكثر أو أقل قليلاً دون أن تتخطى قدمه مصلحة حكومية أو أهلية موظفاً أو مراجعاً لمثل تلك الهيئات. *** وتحديد موعد وفاة الإنسان مسألة صعبة بل مستحيلة لا يملك القدرة عليها غير الله سبحانه و تعالى هو الذي يحيي و يميت. ولكن الغريب أن مثل هذه التنبؤات أصبحت لا تقتصر على فئة المشعوذين والدجالين بل امتدت إلى مجال موضع ثقة و هو العلم و العلماء. فهناك دراسة حكومية من علماء أمريكيين تربط بين طول خط العمر في كف يد الإنسان وموعد وفاته بل تحديد عدد السنوات التي يعيشها بدقة و بنسبة لا يتجاوز الخطأ فيها أكثر من عام واحد؟! وأخرى تقدر عمر الإنسان عبر قياس أنفه، وبأن الذين يتمتعون بأنوف صغيرة يكون متوسط أعمارهم قصيراً مقارنة بأصحاب الأنوف الطويلة البارزة الذين يعيشون ما بين 5 إلى 10 سنوات أطول من غيرهم ... وهكذا. *** وأخيراً .. ورغم إيماني بفوائد التقاعد المبكر، فإن الدراسة وحدها لا يمكن أن تكون المعيار لعمر الإنسان. فالتقاعد متعة لا يشعر بها غير المتقاعدين. وإذا كان البعض يشعرون بقيمة التقاعد، فإن لا علاقة للتقاعد - في رأينا - بطول العمر أو بقصره. فكما يمكن أن يموت المتقاعد أو يمرض بعد فترة قصيرة من تقاعده، فإن هناك من هم في مراكزهم يباشرون وظائفهم وهم فوق الثمانين عاماً وأكثر بصحة طيبة وسعادة! § نافذة صغيرة: [[خلال حياتي.. رأيت كثيرًا من الأصدقاء المقربين يتركون هذه الدنيا، قبل أن يفهموا الحرية العظيمة التي تأتي مع التقاعد؟!]] [email protected] [email protected]