منذ مغادرة السيد بيتر فيلابان منصب أمين عام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لم يكتب لهذا الاتحاد النجاح في أمين عام بقوة وحضور وهيبة وإمكانيات السيد بيترفيلابان الذي امتد عمله المميز لأكثر من ثلاثين عامًا كان خلالها مثار إعجاب كافة الاتحادات القارية والفيفا وكان مرشحًا قويًا لخلافة السيد جوزيف بلاتر كأمين عام للاتحاد الدولي لكرة القدم إلا أنَّه فضَّل الابتعاد عن كرة القدم لاعتقاده أنه قدَّم كل ما لديه في الاتحاد الآسيوي الذي تقدم في عهده ليصبح أحد الاتحادات القارية القوية ويرغم الفيفا على الكثير من التنازلات لعل أبرزها إقامة كأس العالم في كوريا واليابان 2002م قبل إقامتها في القارة الإفريقية رغم ان المنطق يقول ان إفريقيا اقوى وأكثر لاعبين محترفين في أوروبا ولكن فيلابان كان صوته الأقوى وحضوره الأجدى وفازت آسيا، هذا عوضًا عن إقامة مسابقات منضبطة في حدود الإمكانيات الضعيفة المتاحة وقتها رغم وعورة وصعوبة التنقل في القارة الآسيوية وبعد المسافات، أما اليوم فان الاتحاد الآسيوي وبعد ان تركه فيلابان قويا ومنضبطا نجده يمر بمرحلة حرجة من الضعف والتقلبات حتى أصبح الاتحاد الإيراني بكل تجاوزاته من شعارات دينية وسياسية وسلوكية أثناء المباريات التي تشتكي منها غالبية أندية ومنتخبات القارة عند اللعب في إيران لا يجد من يقول له في الاتحاد الآسيوي قف عند حدك بل ان الاتحاد الآسيوي الضعيف يكافئه عام 2010م ويضعه الاتحاد الأفضل في القارة في موقف أثار استغراب دول القارة اجمع، ولا ننسى السيطرة الشرقية بإقامة دوري الابطال وفقا لمتطلبات الاتحاد الياباني ورغباته وأسلوبه لدرجة جعلت الكثير من الدول تقود معارك ضارية للإيفاء بمتطلبات دوري المحترفين الياباني اسف الاسيوي ولو كان فيلابان موجودا لما سمح بذلك ولكان الحياد والموضوعية والإنصاف بين الشرق والغرب هي الفيصل والأدهى هو الموافقة على انضمام استراليا للاتحاد مما اضعف امكانية وصول فريق آسيوي خامس للمونديال على حساب امكانية وصول فريق ضعيف من قارة اوقيانوسيا عبر الملحق !! أسوق هذه المقدمة وانا أتابع القرار الأخير الذي اتخذه الاتحاد الآسيوي عبر لجنة الانضباط واصدر عقوبات مختلفة في واقعة واحدة وفي مباراة واحدة في مادتين مختلفتين بشكل يدعو للتساؤل والتعجب فإما ان يوقف الجميع محليًا أو يوقف الجميع خارجيًا ولم أجد فيما اعرف ان استنادا تم في قضية كروية واحدة بهذا الشكل وهنا يبرز دور الأمين العام القوي والمحنك والخبير والمتمكن من الإجراءات واللوائح والذي بحكم النظام والقانون هو عضو في كل لجان الاتحاد دون ان يكون له حق التصويت ولكن حضوره يؤدي دون شك الى انضباط إصدار القرارات وسلامتها وصحتها بحكم انه رئيس الجهاز الإداري في الاتحاد وهو الأعرف بالأنظمة واللوائح من كل أعضاء اللجان ولذلك دوره مؤثر في سلامة وصحة القرارات ولا أعتقد أن السيد ألكس سوساي أمين الاتحاد الآسيوي الحالي يماثل نظيره السابق السيد بيتر فيلابان في شيء وإلا لما سمح وهذا دوره كأمين عام في اضطراب قرار لجنة الانضباط الأخير الذي قد يؤثر على أندية سعودية أخرى في المستقبل وجعل الاغلبية في حيرة حتى ان اعضاء سعوديين في لجان الاتحاد الآسيوي لم تكن وجهات نظرهم متطابقة حول القرار، والذي أعجبه القرار اليوم قد يغتاظ منه غدًا. وقد حدث نفس الوضع في الاتحاد الدولي الذي عين حتى الآن أربعة أمناء عامين آخرهم السيد جيروم فالكه بينما استمر السيد جوزيف بلاتر في منصبه السابق كأمين عام للفيفا أكثر من 25 عامًا وارتاح معه السيد جو هافيلانج وقدما مع بعضهما على مدى ربع قرن فترة ناجحة جدًا في الفيفا. ان منصب الامين العام في الاتحادات الكروية محلية وقارية ودولية هو منصب مفصلي ومهم ويرتكز على أسس مهمة في بناء ونجاح الاتحاد ولجانه وأسلوب عمله، ان الامين العام المتفرج فقط على ما يدور لا يمكن ان يؤدي دوره بالشكل الصحيح والسليم وإذا ما كان الامين العام وهو المتفرغ الوحيد في منظومة الاتحاد ولجانه على قدر من المسؤولية والدراية والحكمة والحنكة والمصداقية والعدالة والنزاهة والحياد فإنه حتما لن يؤدي عمله على الوجه الأكمل وبالتالي سيكون هذا الاتحاد ضعيفًا في قراراته وآليات عمله بل وسيكون أضعف من أعضائه الممثلين في جمعيته العمومية وعندها فقط يكون هذا الاتحاد هامشيًا لا يملك القوة والجرأة والإبداع والانطلاق نحو آفاق أرحب لتطوير كرة القدم. إن رئيس مجلس ادارة الاتحاد السعودي لكرة القدم والذي سنتعرف عليه نهاية الاسبوع القادم سيكون في موقف صعب جدًا وهو يختار الامين العام الناصح والعارف ببواطن الامور وأسرار الانظمة واللوائح الكروية التي تحفظ حقوق الاتحاد وحقوق الاندية وحقوق كافة الاعضاء في اللعبة ويساهم بفكره وخبرته العملية الميدانية في قيادة العمل الاداري للاتحاد في مرحلته الجديدة بشكل يسهم في جعل منظومة كرة القدم لدينا اكثر انضباطية وقوة وحضورًا وتأثيرًا محليًا وقاريًا ودوليًا. لا بد ان نعرف ان المرحلة اختلفت والنظرة اختلفت والوضع العام اختلف وبالتالي لن يقود النجاح لاتحاد كرة القدم إلا المتمكن المتمرس صاحب الخبرة والدراية ببواطن الأمور أما أصحاب الشكليات والمظاهر فإنهم سيقدمون اتحادًا هزيلا لا يقوى على شي, يزيد من آلام وأوجاع الكرة السعودية التي تعيشها الآن ويفتح أبوابا من القضايا والمشكلات والصعوبات لأن القادم في اتحاد كرة القدم سيكون أدهى وأمر اذا لم يجد الامين الناصح المؤثر. أكاديمي وناقد متخصص في كرة القدم خبير في أنظمة ولوائح الفيفا