في (تبوك) أحد المدرسين يتم استدراجه إلى أحد الشوارع الجانبية، حيث يَتِمّ ضَرْبه وتكسير عظمه؛ يَرْقُد في المستشفى، وقد تحطم جَسده وروحه؛ أما الفَاعِلون (فشِلّة يقودها أحد طُلاب ذلك المدرس الغَلبان)!! أيضاً وفي (تبوك) مدير مدرسة يُهَاجِم مُعَلّماً قاصداً افتراسه؛ ولم ينقذ ذلك المعَلّم المسكين إلا بعض زملائه! حَادِثَتَان نُشِرَتا يوم السبت الماضي، وقبلهما الكثير من أحداث العنف التي يتعرض له المعلمون؛ ولاسيما من (الطّلاب)؛ فهناك تهديد وعُنف جسدي بين رَفْسٍ وضَرب وطَعن، وهناك تفتِيت للسيارات، وتصوير وابتزاز!! أما السبب فهو منهج مؤسساتنا العجيب والغريب في إدارة المشكلات؛ فمعالجة (مشكلة ما)، تَخْلُقُ مشكلة أخرى أعظم وأكبر!! فأنظمة (التربية والتعليم)، بدعوى التطوير، أرادت حماية الطالب؛ فصنعت قوانين تَكفَل له (الحَصَانَة الكاملة)؛ ولكنها في المقابل ضَحّت بحماية المُعَلّم؛ وتركته لُقمة سائغة لطالب بَلِيْد، أو مدير جَاهل غير رشيد!! فَليس في أجندة (التربية) مواد أو قوانين واضحة وصريحة تقدم (الحماية) للمعلم ابتداءً؛ أما عند تعرضه لأي اعتداء فَدَمُه يتفرق بين القبائل؛ فالجهات الأمنية تؤكد أن هذا من اختصاص التربية، والأخرى تَرُدّ بالمثل! صدقوني هيبة المدرس غائبة؛ وهذا من أبرز أسباب ضَعْف ورداءة مخرجات التعليم العَام تربوياً وتعليمياً! وهنا في ظِلّ (بَلْطَجَة) بعض الطلاب أجزم أن أولى خطوات (تطوير التعليم) سَنّ أنظمة صارمة لا تنسى الطالب؛ ولكنها قبل ذلك تُعِيْد الحياة ل (هَيبَة المعلم)، وتحفظ حقوقه، وتحميه؛ فإذا كان المِسَاس ب (رجل الأمن) جريمة كبرى، فالاعتداء على (المعلم) أكبر وأخطر، وكم أتمنى العودة الحميدة ل (العَصَا والفَلَكَة) في مدارسنا! وأخيراً يُقال بأن رئيس وزراء اليابان سُئِل عن سِرّ التطور التكنولوجي في اليابان؛ فأجاب : لقد أعطينا المُعَلّمَ راتب وزير، وحَصَانة دبلوماسي، وإجلال إمبراطور. @aljamili [email protected] [email protected]