في الحفل التكريمي الذي أقامته جمعية الثقافة والفنون بجدة للفنان والمنولوجست والشخصية الفنية المتنوعة حسن دردير المعروف بمشقاص، كان الحفل رائعًا كثيف الحضور من الجمهور والإعلاميين وقد كانت السعادة تكسو وجه مشقاص بنجاح حفل تكريمه وبهذا الحب وهذا الجمع الذي حضر من أجل مشقاص. وكان وراء نجاح حفل التكريم أو التقدير لهذه الشخصية الفنية التي قدمت نفسها في الزمن الصعب الإمكانيات والوسائل جمعية الثقافة ممثلة في أعضائها الفاعلين ورئيسها عبدالله التعزي ثم لمجهود زميلنا رئيس الإعلام في الجمعية سهيل طاشكندي وقد سبق وأن قدمت الجمعية خطوات سابقة في تكريم فنانين آخرين. لكن تلك الليلة في جمعية جدة جعلت مشقاص يتذكر الأيام الجميلة ورحلة البحثة عن الذات في وقت لم يكن الأمر يسيرًا وكان يحكي هذا عند صعوده لالقاء كلمته وهو المحتفى به.. وقد كان فكاهيًا مرحًا كعادة روحه وفنه وقد سرد باختصار شديد مشواره وفيه المضني وفيه المفرح.. الجميل في حكاوى حسن أو مشقاص أنه لم ينس رفيق دربه وفنه لطفي عقيل زيني وأعاد سيرة لطفي وكيف شاركه وقد كان منتجًا لأعمال مشقاص المشتركة معه وقد تحدث بصفة القرب من لطفي زيني وكيف كان ماهرًا وفنانًا ومبدعًا. وفي الحقيقة يجب أن نعترف أن زيني كان موهوبًا وكان شاعرًا جميلاً يكتب الكلمات وينتج الاسطوانات الفنية لعدد من الفنانين وكان يملك شركة إنتاج اسطوانات شهيرة وقدم اسطوانات للكثير من أهل الطرب ومنهم فناننا الكبير رحمة الله عليه طلال مداح إلى جانب إنتاج السهرات والتمثيليات والمنولوجات.. كان بحق في عصره عضوًا فاعلاً ومؤثر للحركة الفنية في بلادنا في ظروف ندرة المنتج والفنان الذي يقدم الأعمال للجمهور.. ومن أروع ما قدم شعرًا لطلال أغنية "أحبك لو تكن حاضر" وغيرها.. كما أنه ساهم في تقديم عبادي الجوهر للساحة وتشجيعه ودعمه وقدمه كمنتج وشاعر في أغنيته الشهيرة "يا غزال". وجود حسن دردير في تلك الأمسية كان مرتبطًا أو أعاد الثقل الفني الذي كان في زمن ولىّ، سواء على مستوى الطرب أو التمثيل او الإخراج أو الألحان، وكيف كان ذلك العصر يختزل مبدعون رائعون، وأعاد أيضًا ترديد الناس للأعمال الشهيرة "يا تكسي يا طائر" التي يعرفها أهل جدة القدامى.. خرج الجميع بعد أن أنصتوا لتاريخ فني يحكي سيرته ويحكي ذكريات وفن آخرين معه.