واصل فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة احتفاءه بكبار نجوم الفن السعودي منسوبي جيل الرواد في فترة التأسيس الفني والإعلامي في بلادنا، وتحديدا، كان حفل تكريم الرائد لفن المونولوج والدراما في المملكة حسن دردير الذي نستطيع القول إنه شهد انكسارا نفسيا وانكسارا على أرض الواقع في العمل الإذاعي والتلفزيوني محليا، بعد فقدانه لتوأمه في عالم الفن الراحل لطفي زيني مرتين، كانت الأولى عندما اختلفا وفرقت بين الفنانين في دواخلهما التجارة وما فيها من «زواريب وأزقة تفقد الأصدقاء زمالتهم وإخوتهم في الغالب»، وعندما كان الفراق الأبدي برحيل لطفي زيني. في كلمته في حفل تكريم الجمعية له ولفنه، أمس الأول، قال حسن دردير في شهادة وتزكية لا يقولها في الغالب من اختصما أو اختلفا في الرأي: «لطفي زيني أفضل من كتب الدراما في المنطقة وليس في المملكة وحسب.. كنا عندما نفتتح ورشة عمل فني درامي جديد للإذاعة أو التلفزيون نرى براعته وهو يكتب فكرا وليس مجرد عمل فني للتو واللحظة ويوم العرض فقط، وتستطيعون أن تراجعوا أعمالنا التي قدمت منذ خمسين عاما؛ لتجدوا كما لو أنها تتحدث عن مشكلاتنا الاجتماعية المعاشة اليوم، حتى في ظل المقدرات والإمكانات الجديدة في حياة البشرية، والتي لم نكن نعهدها أو على وجه الدقة كنا سنفاجأ أو نجن إذا وجدناها فجأة أمامنا في تلك الأيام، وليس أدل على على ذلك من عالم التواصل الاجتماعي في وسائل الاتصال الحديثة. كما تحدث حسن دردير (مشقاص) عن الصعوبات الانتاجية التي كانت تواجههم «أبناء ذلك الجيل» لتحقيق أهدافهم في خدمة الفن ومواهبهم. وكان حفل الاحتفاء بمشقاص الذي أقيم في مقر فرع الجمعية قد بدأ بكلمة ترحيبية لمدير فرع الجمعية في جدة عبدالله التعزي، ثم كلمة للفنانة الرائدة اعتدال عطيوي، ثم كلمة لرئيسة مسرح الطفل في الفرع سميرة مداح، وكلمة للفنان القدير محمد بخش الذي تحدث عن ما ربطه بجيل الرواد، عندما يحلم بلقاء مشقاص ويصعب عليه والده إمكانية تحقيق هذا الحلم... وهكذا. ثم تحدث المخرج الكبير نهاد إدريس عن المحتفى به وكيف كلف بتصوير الكثير من المونولوجات والأعمال الدرامية لتحفة (لطفي زيني) ومشقاص (حسن دردير). قبل ختام الحفل، قدم المخرج والممثل عبدالله اليامي عرضا مسرحيا قام ببطولته نزار سليماني ومجموعة من أطفال قسم المسرح في الجمعية بعنوان «الفزورة الأخيرة» بإيحاء وخيال من فوازير مشقاص التلفزيونية الشهيرة في سبعينيات القرن الميلادي الماضي، ثم تحدث اليامي عن العمل كمخرج وعن ريادة حسن دردير لأجيال عدة في عالم الفن. أعد الحفل الزميل سهيل طاشكندي.