تحول حفل تكريم الفنان والمونولوجست حسن دردير الشهير بلقب «مشقاص» والذي أقامته جمعية الثقافة والفنون بجدة مساء أمس الأول (الاثنين) إلى مهرجان ثقافي شامل امتزجت فيه ألوان الطيف من مختلف الفضاءات الأدبية والمسرحية والغنائية والدرامية أيضا. وفي بداية الحفل الذي شهد حضورا واسعا تحدث مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة المهندس عبدالله التعزي مؤكدا أن الجمعية تحتفي اليوم بشخصية فنية من الطراز الأول وأننا تربينا على الفن المباشر الذي كان يقدمه «مشقاص» وجعل منه شخصية محبوبة لامست قلوب الصغار، مختتما بأن فكرة التكريم انطلقت من الفنانة التشكيلية والكاتبة والباحثة اعتدال عطيوي التي قدمت بعد ذلك ورقة نقدية قرأت فيها الفنان حسن دردير باعتباره ظاهرة فنية وصوتا اجتماعيا مختلفا، تعرّض في الفوازير التي قدمها للنهضة الاجتماعية في البلد، ملاحظة أن أعماله كانت راصدة للظواهر الاجتماعية. وأوضحت عطيوي بأن لقب مشقاص لصق به بالصدفة وأن هذا الاسم الفني كان يشكل تماهيا مع مفاهيم المجتمع الحجازي آنذاك الذي كان يحبذ إطلاق الألقاب على الفنانين. واختتمت عطيوي بأن دردير يمتلك موهبة نادرة ككاتب وممثل ومونولوجست ويستحق التكريم. ثم شاهد الجميع مشاهد لبعض المونولوجات التي قدمها مشقاص خلال مشواره الفني ومنها مونولوج «الثقافة» و «قلت لأبويا جوزني» وأجزاء من مقابلة تلفزيونية أجريت معه. بعد ذلك قدم الصحافي علي فقندش كلمة حول المحتفى به أكد فيها أن دردير كان يشكل مع لطفي زيني قاعدة انطلاق فن المونولوج. مبينا أن طموحه كان أكبر من إمكاناته. حيث تسبب طموحه الكبير فنيا واجتماعيا واقتصاديا ببعض الانكسارات التي أثرت عليه نفسيا. وأنه صنع لطلال مداح وجودا عربيا من خلال مسلسل الأصيل. وأسس مع زيني اللبنات الأولي للدراما المحلية. مختتما بأن أجمل ماقدمه هو المونولوج. ثم قدمت المخرجة سميرة مداح كلمة أكدت فيها أن دردير هو بالفعل رائد المونولوج. بعد ذلك تم عرض مسرحية قصيرة بعنوان الفزورة الأخيرة إهداء لمشقاص. ثم قدم الفنان محمد بخش كلمة بين فيها أن «مشقاص» كان سبب حبه للفن وأنه قامة فنية نحن تلاميذها. وتضمن الحفل كلمة للمخرج نهاد إدريس. وفي ختام الحفل ألقى الفنان حسن دردير كلمة قال في بدايتها إن المتحدثين هذه الليلة «ذكروا كل شيء عني لكنهم لم يذكروا أني سريع البكاء وتبكيني الكلمة الحلوة». وأشار دردير إلى أنه ولطفي زيني كانا يؤلفان للحاضر والمستقبل. وكشف أنه لم يبتعد عن جمعية الثقافة إلا لأنها لم تكن ذات إمكانيات وليس لسبب آخر.