احتضن مسرح جمعية الثقافة والفنون بجدة ليلة وفاء في يوم تكريم «عراب فناني المونولوجست بالمملكة» الفنان القدير حسن دردير الشهير ب «مشقاص»، بحضور جمع غفير من إعلاميين وزملاء ومحبي وفناني «مشقاص». بداية الحفل مع كلمة مدير الجمعية المهندس عبدالله التعزي والذي وصف فرحته بمساء الذكريات والزمن الجميل شاكرًا للفنان الكبير حسن دردير قبول التكريم والحضور رغم الظروف، وأثنى التعزي كثيرًا من خلال كلمته على هذه الشخصية المحببة لكل السعوديين شخصية «مشقاص»، وقال: لقد تربينا على فنه الجميل ومن خلال منولوجاته التي لامست الإنسان والمكان وجعلت الفن رسالة سامية، ويسر الجمعية ويشرفها أن تكرّم شخصية مميزة كحسن دردير وهذه ما هي إلا لمسة وفاء من الجمعية لخمسين عاما من العطاء، كما قدم التعزي شكره لكل من ساهم في إخراج هذا الحفل فشكر الكاتبة اعتدال عطيوي صاحبة الفكرة ورئيس لجنة الإعلام بالجمعية سهيل طاشكندي والفنان المسرحي محمود الشرقاوي. بعد ذلك توالت فقرات الحفل، فتم عرض سيرة الفنان «مشقاص» وبداياته الفنية من خلال أول عمل له تحت مسمى «حب المال» مؤديًا فيه شخصيات البخيل والعالم والحرامي حتى احترف آلة القانون، وقدم الفيلم الوثائقي معلومات شيقة عن مسيرة وعطاءات الفنان حسن دردير. بعد ذلك ألقت الفنانة التشكيلية والكاتبة اعتدال عطيوي كلمة قالت فيها: أشكر الجمعية على هذا التكريم المشرف ثم من منا من لم يسمع ويُطرب لمنلوج «ست البيت» و»الشكوى لله» هذا الإرث الثقافي والفني والأدبي الذي يحمله الفنان حسن دردير يعبّر عن صوت اجتماعي فريد ورمز فني لا مثيل له من خلال برامج الأطفال والمسرح التلفزيوني من خلال «مشقاص سواح» و»حمدان وجمعان» الكرتوني فهو من أرّخ للفن المنولوجي بالمملكة فقد أطّر المواضيع الاجتماعية وعمّق مفاهيمها بل إنه رصد بشكل غير مباشر لهذه القضايا والظواهر الاجتماعية من خلال «التكسي الطائر»، وشخصية «مشقاص» ظهرت كلمات وأمثلة حجازية راسخة في أذهان محبيه ومعجبيه في ترسيخ لذاكرة التراث من خلال أصالة الماضي وتجديد التراث واستشراف المستقبل بتلقائية محببة وشخصية نادرة، ثم سردت على الحاضرين بعض منلوجات الفنان حسن دردير من خلال توأمه الفني لطفي زيني يرحمه الله والذي وصفه «مشقاص» في كلمته بأنه أفضل سينارسيت في الشرق الأوسط حتى الآن. ثم تحدث الزميل علي فقندش وقال إن الفنان حسن دردير طموحه أكبر من الإمكانات المتاحة في ذاك الوقت ومع ذلك تجاوز الصعاب وأبدع وهو أول من بنى الدراما التلفزيونية المحلية وأسّس بناءها. ثم أتت كلمه الفنان محمد بخش الذي شكر الجمعية على لمسة الوفاء، ووجّه نظره للفنان حسن دردير قائلاً: أنت يا أستاذ كتاب يوقع عليه كل الأجيال. ثم كلمة المخرج نهاد إدريس والعمل الذي جمعه مع الفنان حسن دردير «يا تكسي يا طائر»، وبعدها ألقت رئيسة مسرح الطفل بالجمعية سميرة مداح كلمة بهذه المناسبة ثم قدمت باقة ورد للفنان القدير «مشقاص»، ثم عُرضت مسرحية نالت استحسان الحضور بعنوان «الفزورة الأخيرة» من تأليف محمد بحر وإخراج عبدالله اليامي وتمثيل نزار سليماني وأحمد اليامي وعبدالله سليماني وعلي اليامي. واختمت هذه الليلة الفنية الجميلة بكلمة ضافية رائعة من المحتفى به الفنان القدير حسن دردير، فتحدث للحاضرين والدموع تعلق برموشه قائلا: إن هذه الكلمات من الأساتذة والزملاء الأعزاء تجعلني أبكي وهذا ما لم يعرفه الجميع عني.. شكرًا للجميع هذا التكريم وشكرًا لكم هذا الوفاء، وتحدث «مشقاص» عن مسيرته الفنية ومدى الصعاب التي واجهته، وخصوصًا في رحلته إلى مصر، ذاكرًا في ختام كلمته تأصيل معنى العلم وهو الإخلاص والأخلاق وأن الدين هو المعاملة، عارضًا على الموزعين والفنانين والمنتجين من يجد في نفسه القدرة في إخراج عملين من أعمالي الفنية التي ما تزال حبيسة الأدارج إلى الآن وعلى نفقتي الخاصة فقط من أجل تخليد ذكرى «مشقاص» في قلوب وعقول شعبي شعب المملكة. وعاد الفنان حسن دردير وقدم شكره لجمعية الثقافة والفنون بجدة على هذا التكريم، وقال: هذه ليلة لن أنساها أبدًا في حياتي.. فشكرًا لكم.. شكرًا لكم جميعًا. وفي نهاية الحفل كرّمت جمعية الثقافة والفنون بجدة الفنان القدير حسن دردير بدرع قدمه المهندس عبدالله التعزي، كما كانت هدايا أخرى، ومنها هدية من الفنان حسن عبدالله، وهدية من الفنان محمد الجعبي، وهدية من الفنان والإعلامي عبدالرحمن مكوار. قدّم الحفل الفنان الدكتور فهد غزولي وكان متميزًا، كما حضر من الفنانين: محمد بخش، حسن عبدالله إسكندراني، وعبدالله نيازي، وعبدالله الصائغ، والمخرج نهاد إدريس، وعماد اليوسف، وبكر مدني، وخليل الجهني ، ومحمد الجعبي ، وعبدالعزيز الشمري الذي حضر رغم آلامه وظروفه الصحية فقد خرج من المستشفى في نفس اليوم، والجسيسين منير الحسني، وفيصل لبان ، والمخرج صافي مفتي، والمخرجة علوية شافعي، والمخرج مجدي القاضي، والمخرج ممدوح سالم. والشاعران فؤادي ينبعاوي، وناجي بطيش. كما حضر الأديب الدكتور زيد الفضيل، والدكتورة الأديبة لمياء باعشن.