طرحت وزارة العمل فكرة مشروعها الجديد (كساء) لتوطين صناعة الملابس بالمملكة وسوف توفر بذلك30 ألف وظيفة للفتيات، وهي خطوة رائدة ومشكورة ولكن لي عليها ملاحظتان: أولاً، ياوزارة العمل لقد أصبحت مثقلة بالمبادرات أكملي ما في يدك قبل طرح الجديد؟ لأن كثرة مطاردة الفرائس تفرق الجهود وتبعثرها، والثاني، بدلاً من المبادرات الكبيرة المكلفة، مباشرة من الوزارة، لماذا لا ندعم المبادرات الصغيرة من الشباب؟ بحيث نجعلهم شركاء معنا في مسؤولية التوظيف. لقد استعرض ثلاثمائة شاب وفتاة مشاريعهم التنافسية عبر معرض شباب و شابات الأعمال الخامس بجدة، الأسبوع الماضي، واجتمعوا خلال المعرض بأربعة وزراء لتوطيد العلاقة بين التجارب التجارية الشبابية والمؤسسات الحكومية، للوقوف خلالها على مستقبل العمل التجاري والاقتصادي الشبابي في السعودية، وهم وزير التعليم ووزير الإعلام، ووزير التجارة ووزير العمل نفسه، واستعرض مئة وعشرون شابا وفتاة مشاريعهم في دقيقة واحدة لعرض نبذة عن فكرته؟ الا يكفي هذا الكم الهائل من المبادرات الشابة أن تعطيهم وزارة العمل ثقتها، وتدعم المبادرات الجديدة بدلاً من أن تقوم بذلك بنفسها ولوحدها. معظم المشاريع الصغيرة تفشل في السنوات الخمس الأولى، ويجب أن نكون صرحاء مع الشباب، فقد أكد مايكل أميس في كتابه ( إدارة المشاريع الصغيرة) أن أسباب فشل المشروعات الصغيرة يعود لعدة عوامل أهمها قلة الخبرة، ونقص رأس المال، والإدارة السيئة، والإستثمار الزائد في الأصول الثابتة، وضعف الترتيبات الإئتمانية، والإستخدام الشخصي لأموال المشروع، إذن ليس من الحكمة ياوزراة العمل، أن نترك هؤلاء الشباب يواجهون هذه المخاطر لوحدهم. لا نقصد بالطبع من ذكر أسباب الفشل إثارة مخاوف الشباب، بقدر ما يهمنا أن نوضح أهمية تحقيق وزارة العمل أهدافها من خلالهم، فالمشروعات الصغيرة لها جوانب إيجابية عديدة حيث أن الاجتهاد الشخصي في العمل ستكون ثماره للشاب، وفرصته في النمو والربح ستكون أكبر بكثير من كونه موظفاً محدود الدخل، والأمر لا يخلو من الإثارة التي سيجد فيها فرصاً عديدة للتعلم والتحديات التي تحفز قدراته، والأهم هو تبنيه الفكرة من الحلم حتى الحقيقة، وهو ما تحتاج إليه وزارة العمل اليوم لتحقيق أهدافها الكبرى.