من الأدعية المأثورة عن الرسول عليه الصلاة والسلام عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم (يقول: اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس). فالماء الذي اختصه الله تعالى بقضية الخلق في قوله تعالى: "وجعلنا من الماء كل شيء حي" له إعجاز آخر في قدرته على التنظيف وإذابة المواد، فالماء يتكون من ذرتين هيدروجين مرتبطة مع ذرة واحدة من الأكسجين برابطة تساهمية قطبية هذه القطبية (الناتجة عن فرق السالبية الكهربائية بين ذرات الهيدروجين والأكسجين) تعمل على تجميع جزيئات الماء بواسطة روابط هيدروجينية ضعيفة تكسبه خصائص فريدة عن المركبات المشابهة له في التركيب وتسبب تغيرات في خواصه الفيزيائية فدرجة غليانه مرتفعة 100° س والتوتر السطحي له كبير وغيرها من الخواص التي لا مجال لذكرها في هذا البحث، فالماء الذي اختصه الله تعالى بقدرة كبيرة على إذابة المواد والذي يسمى ب"المذيب العام" له قدرة كبيرة على إذابة كثير من المواد الأيونية حيث إن جزيئات الماء القطبية تهاجم بلورة المركب إذا كان أيونيا فيعزل ايوناته المتجاذبة داخل الشبكة البلورية وتنشأ قوى تجاذب بين جزيئات الماء القطبية والأيونات حيث تتغلب على قوى التجاذب بين الأيونات في البلورة فتنتشر المادة المذابة بين جزيئات الماء. ولكن الدعاء أشار إلى طريقة أخرى للتنظيف وهي الثلج فكيف يكون الثلج وسيلة للتنظيف؟ كلنا نعلم أن الماء عندما يتجمد يصبح ثلجا عند درجة الصفر المئوي وتتغير طريقة ارتباط الجزيئات فتصبح مثل حلقة البنزين. فهناك بعض الأوساخ التي لا تزول بالماء أو بالماء والصابون وذلك لان قوى الالتصاق بين هذه البقع والقماش تكون كبيرة مثل بقع الشمع أو العلك على القماش. فعند وضع قطعة من الثلج عليها فان البرودة تعمل على تقارب جزيئات هذه المادة (تنكمش) فتقل قوى الالتصاق بينها وبين القماش مما يؤدي إلى انفصالها (ويمكن لكل منا تجربة ذلك في منزله). أما البرد فهو يتكون عند درجة حرارة اقل من الصفر المئوي فإذا كانت هناك أوساخ مستعصية فان البرد يعمل عل انكماش جزيئات هذه الأوساخ بدرجة اكبر من الثلج فتنفصل وتزول.