أكد د. حمدي حسن علي إمام أن العلاج بالأكسجين تحت الضغط علاج حديث ثبتت فاعليته عالمياً وانتشر في معظم الدول المتقدمة ليساعد في علاج كثير من الأمراض المزمنة والحادة والمستعصية إنه ثورة حقيقية في عالم الطب الذي لايستخدم من خلاله أية أدوية طبية أو كيماويات وليست له مضاعفات. فالأكسجين هو أكسير الحياة لابد من كفايته لبناء ونمو خلايا جميع أجهزة الجسم وعدم كفايته ينتج عنه هدم وموت خلايا الجسم. وقد استخدم الأكسجين على مر العصور للعلاج في صور مختلفة مثل. يتم استخدام الأكسجين للمرضى داخل المستشفيات وغرف العمليات والعناية المركزة بنسب متفاوتة أكبر من نسبة تواجده في الهواء العادي لتحسين نسبته في الدورة الدموية لعلاج أمراض القلب والأمراض الصدرية والصدمة والغيبوبة. ماء الأكسجين وهو عبارة عن 10-20% (هيدروجين بيروكسيد) ويستخدم ظاهرياً لتطهير الجروح وقتل الميكروبات التي بداخله. الأكسجين الذائب وهو عبارة عن نقط أكسجين تذاب في ماء وتعطى بالفم لتنشيط الدورة الدموية والتنفس. الأوزون وهو أكسجين ثلاثي التكافؤ ويستخدم بعدة طرق مختلفة ومنها أكسدة الشوائب الشاردة بالدم ويتحد مع جدار خلايا البكتيريا والفيروسات ويعمل على وقف نشاطها وهو ما زال تحت البحث والتجارب وقد انتج منه بعض المراهم الطبية وتستعمل للغيار على القروح والجروح. والعلاج بالأكسجين تحت الضغط معترف به عالمياً، ففي الولاياتالمتحدة كلية العلاج بالأكسجين تحت الضغط وتم إعطاء درجة الزمالة (البورد الأمريكي) في هذا التخصص وهناك أكثر من 280 مركزاً بالولاياتالمتحدة ويوجد ضعف هذا العدد بالصين وروسيا واليابان وايطاليا وفرنسا واسبانيا والهند وكوريا وانجلترا. غرفة الضغط | ما هو العلاج بالأكسجين تحت الضغط؟ || علاج طبي يتم فيه ادخال المريض كلياً داخل غرفة تسمى بغرفة الضغط العلاجية ويتم داخل هذه الغرفة استنشاق اكسجين 100% وتحت ضغط 2-2.5 ضغط جوي وتكون محكمة الغلق أثناء الجلسة العلاجية التي تستمر من 60-90 دقيقة وتكرر يومياً من 10-20 جلسة أو أكثر حسب الحالة. | ما هي الفكرة العلمية لإعطاء الأكسجين تحت الضغط؟ || الضغط الجوي يعادل 760مم/زئبق وسبب هذا الضغط هو الهواء المكون من (20% أكسجين- 80% نيتروجين) إذاً فنحن نتنفس هواء نسبة الأكسجين فيه 20% وضغطه يعادل 20% من الضغط الجوي أي 152مم/ زئبق ويتم اذابة الأكسجين أثناء تبادل الغازات في الرئة ويتم تحميله على الهيموجلوبين الموجود بكرات الدم الحمراء وينتقل خلال الدورة الدموية إلى جميع أجزاء الجسم وعندما ينتقل من الأوعية الدموية الكبيرة إلى الأصغر فالأصغر يفقد جزءاً من هذا الضغط حتى يصل هذا الضغط في الشعيرات الدموية الدقيقة فيصبح 30مم/ زئبق (أي عند مستوى سطح جلد الانسان) وبعد ذلك يتم انتشاره وذوبانه داخل السائل الخلوي حتى يعطيها الطاقة اللازمة للبناء وهذا ما يحدث في جميع الحالات الطبيعية. قتل البكتيريا | إذاً لماذا نعطي أكسجين 100% وتحت ضغط عالٍ؟ || يتم اعطاء أكسجين 100% وتحت ضغط جوي من 1500-1800 مم زئبق أي 10 أضعاف الضغط الطبيعي وتحت هذا الضغط وأثناء عملية تبادل الغازات يتم إزالة كمية كبيرة من الأكسجين في البلازما وتعادل الكمية المذابة في هذه الحالة ستة أضعاف الكمية المطلوبة لخلايا الجسم ويتم انتقال الأكسجين تحت هذا الضغط ويفقد جزءاً منه كلما انتقلت من الأوعية الدموية الكبيرة للأصغر فالأصغر حتى يصل إلى الشعيرات الدموية الدقيقة فيكون ضغطه من 80-280مم/ زئبق (ولا ننسى أن الطبيعي 30مم/زئبق) وهذا الضغط العالي يعمل على توسيع الدورة الدموية الدقيقة ويعمل أيضاً على تخليق مسارات وأوعية دقيقة أخرى بالأنسجة كما يساعد على طول وسرعة تغلغل وإذابة الأكسجين في الأنسجة. كما أن الأكسجين تحت الضغط يعتبر قاتلاً للبكتيريا. | ما هي الأمراض التي تعالج بالأكسجين تحت الضغط؟ أولاً: أمراض تم الاعتراف عالمياً بنجاح العلاج وأقرته الجمعية الطبية الأمريكية للعلاج بالأوكسجين تحت الضغط في اجتماعها سنة 1976م كعلاج أساسي في: تسمم أول أكسيد الكربون. مرض الفقاقيع الهوائية داخل الدورة الدموية. أمراض الغطس. علاج تسوس العظام. ثانياً: يعتبر علاجاً مساعداً ومكملاً للحالات الآتية: الجروح والقروح المزمنة وغير الملتئمة. القدم السكري قروح غرغرينا ضيق وتصلب الشرايين الطرفية. التهاب العظام النكروزي ما بعد العلاج بالإشعاع. الالتهاب النكروزي بالأنسجة والعظام والمفاصل. الحروق غير الكهربائية بجميع أنواعها. عمليات ترقيع الجلد. قصور الدورة الدموية بالأطراف. حالات الحوادث التي تؤدي إلى فقدان الدم وتهتك الأنسجة. وحديثاً تستخدم في: الشلل المخي الجزئي عند الأطفال المسمى cp نتيجة نقص الأوكسجين بالدم أثناء الحمل أو أثناء الولادة ما بعد الولادة نتيجة لارتقاع الحرارة أثناء الحمى الشوكية أو ارتفاع نسبة الصفراء بالدم. حالات الالتهاب المتناثر بالأعصاب ms. فقدان السمع المفاجئ. حالات الشلل ما بعد جلطات المخ. عامل مساعد لبناء الخلايا وتحسين وظائف الجسم وتقليل الهدم بالنسبة للخلايا وزيادة قدرتها. | هل الفكرة العلاجية في جميع الأمراض متشابهة؟ || لا بل إنها تختلف فمثلاً في التسمم بأول أكسيد الكربون فنحن نعلم جميعاً أن الهيموجلوبين له قابلية للاتحاد بأول أكسيد الكربون 200 مرة أقوى من اتحاده بالأكسجين فعندما نعطي العلاج بالأكسجين تحت الضغط يكون الاكسجين ذائباً في بلازما الدم وبالتالي يصل إلى المخ والقلب في ثوان أثناء العلاج وتدريجياً ضغط الأكسجين العالي يطرد أول أكسيد الكربون ويتحد مع الهيموجلوبين وذلك في خلال 5-6 جلسات. ومثال آخر: تسوس العظام والقرح المزمنة: نعلم بأن المناعة الطبيعية لجسم الإنسان تفرز مواد ليفية تحيط بأية التهابات بالجسم أو قروح وذلك للتقليل من انتشار هذه القروح أو اتساعها ووجد أنه عند بعض المرضى لضعف الأوعية الدموية الدقيقة تضغط هذه المواد الليفية عليها وتمنع وصول الأكسجين إلى داخل القرحة وتصبح مزمنة وكما سبق وشرحنا فإن الأكسجين في الضغط يعمل على تفتيح هذه الشعيرات للدورة الدموية الدقيقة حتى تصل للداخل وتبدأ عملية بناء الأنسجة وقتل البكتيريا وتوصيل المضادات الحيوية للداخل فيتم الشفاء بعد عدة جلسات. أما بالنسبة للحروق: نعلم أن الاكسجين الزائد جداً يسبب انقباض الأوعية الدموية الكبيرة والصغيرة وبذلك يتم تقليل التورم ورشح السوائل البلازمية من الحرق وفي نفس الوقت يمر أكسجين يعادل 6 أضعاف احتياج الخلايا نتيجة لتوسيع الدورة الدموية الدقيقة فيتم ايصال الأكسجين والدورة الدموية للخلايا وكذلك تصل المضادات الحيوية لهذه الخلايا وبذلك يشفى المريض في وقت قصير جداً. بالنسبة لعمليات ترقيع الجلد: فيتم إعطاء عدد معين من الجلسات قبل عمليات الترقيع حتى نحسن الدورة الدموية وبعد عمليات الترقيع مباشرة نعطي عدداً معيناً آخر من الجلسات حتى لايتم طرد الرقعة الجلدية والعمل على توصيل الدورة الدموية والأكسجين إلى الخلايا. أما بالنسبة للأمراض المستعصية فسنتحدث عن مرض الشلل المخي الجزئي للأطفال (cp) وهو نتيجة نقص الأكسجين بخلايا المخ في فترة معينة سواء فترة الحمل أو الولادة أو ما بعد الولادة نتيجة ارتفاع في درجة الحرارة مثل الحمى الشوكية للأطفال أو الصفراء وقد بدئ العلاج بأمريكا منذ حوالي 8 سنوات وكان لنا الشرف في مصر أن نبدأ منذ 7 سنوات وكنا ثاني مركز في العالم وتعتمد فكرته على أن نتيجة نقص الأكسجين يتم تلف بعض خلايا المخ وتضمر مما يؤدي إلى الإعاقة الحركية والذهنية والفكرة العلاجية تعتمد على أنه يوجد هناك منطقة حول المنطقة الضامرة يصل إليها الأكسجين بصعوبة وبنسبة قليلة وهذه المنطقة تحتوي على خلايا ساكنة أو نائمة أي لم تمت ولكنها لاتقوم بوظيفتها فإذا أعطينا هذا الطفل أكسجين 100% تحت ضغط معين فيتم وصول الأكسجين إلى هذه المناطق التي بها خلايا ساكنة ويفتح الدورة الدموية الدقيقة ويغذيها وينشطها وتصبح طبيعية ويتحسن المريض تحسناً ملحوظاً بعد أن كان هذا المريض لايتحسن مع أي علاج آخر عن 1-5% فإنه بهذه الطريقة يتحسن بنسبة 25-70% وقد تم عمل مئات من الحالات من جميع الدول العربية بمستشفى ومعهد ناصر وكانت نسبة النجاح جيدة ومشجعة. مضاعفات ضئيلة | ما هي المضاعفات بالنسبة لهذا العلاج؟ || أي علاج له مضاعفات ولكن المضاعفات تكون بنسبة ضئيلة جداً إذا اتبع الأسلوب العلمي السليم. فيتم عمل أشعة على الصدر للتأكد من خلوها من الأمراض، ويتم عمل كشف أنف وأذن للتأكد من سلامة قناة أستاكيوس وأنها مفتوحة وحرة. وعمل كشف قاع عين لمرضى الشبكية. العلاج بالأوزون | هل هناك فرق بين العلاج بالأكسجين والعلاج بالأوزون؟ || نعم هناك فرق كبير بين العلاج بالأكسجين تحت الضغط والعلاج بالأوزون فالعلاج بالأكسجين تحت الضغط يتم عن طريق إذابة الأكسجين بكميات كبيرة ببلازما الدم ورفع ضغطه للتأكد من وصوله إلى جميع خلايا الجسم، ولكن في الأوزون يتم مرور الأكسجين على جهاز فصل كهربائي ليحصل على أكسجين ثلاثي الذرات وهو غاز نشط ويتم إضافة هذا الغاز إلى غاز الأكسجين بنسبة 0 ثم يتم خلط هذا المركب بكمية من دم المريض وإعادة حقنه به عن طريق السونا، ويعتبر الأوزون مضاداً للأكسدة وقاتلاً لخلايا البكتيريا وما زال تحت البحث والأفضل أن لايستعمل إلا في مراكز الأبحاث والجامعات ويحدد التخصص المطلوب لاستعمال هذا النوع من العلاج.