يبدو أن "رغبة التغيير" في مكةالمكرمة قد بدت تطال، عند البعض، كثير من الأشياء القائمة فيها، فقد وصلت الرغبة في التغيير إلى اقتراح، صدرت التوجيهات بعدم إقراره في حينه، كان يعمل على تغيير اسمي بابي العمرة والفتح، أشهر أبواب الحرم المكي، واللذين يشكلان مع باب الملك عبدالعزيز وباب الملك فهد أربعة أبواب رئيسية للحرم المكي الشريف. وبعد أن طال التغيير الحجر وتغيرت كثيراً من معالم المدينة المكية، امتدت رغبة التغيير إلى مسميات أصبحت معروفة ورسخت في أذهان الناس. فقد أثار الصديق د. فائز صالح جمال أخيراً في جريدة المدينة (1/9/2012)، قضية جديدة هي تغيير اسم جريدة (الندوة) إلى (مكةالمكرمة)، "برغم أن الجهة الاستشارية المكلفة بدراسة التطوير"، كما يقول، "قامت بدراسة فكرة تغيير الاسم وانتهت إلى أن 70% ممن شاركوا في الدراسة والنقاش يؤيدون بقاء اسم (الندوة) للجريدة واستثمار تاريخها الطويل اقتصادياً. (كما) أن تكلفة التعريف بالصحيفة الجديدة والترويج لها أعلى بكثير من تكلفة تغيير وتجميل الصورة الذهنية للجريدة القديمة". وأضم صوتي هنا لأخي الدكتور فائز صالح جمال في ضرورة النظر بشكل جدي في المحافظة على اسم (الندوة) للجريدة، أو العودة للاسم الأول وهو (حراء)، لأسباب أوردها في مقاله المنوه عنه عالياً، وعلى رأسها ما أوضحه الأستاذ أحمد السباعي في افتتاحية العدد الأول لجريدة الندوة لأنها: "فكرة ابتكرتها بطحاء مكة قبل أن يعرف العالم مدلولها.. وشادت لها بين أقدام (قعيقعان) وعلى كثب من ظل الكعبة.. أول بناء تداول الشورى في آفاق الأرض". فقد كانت الندوة، كما قال الأستاذ السباعي، "شعاراً لأول نهضة عرفتها بلاد العرب، وكان دارها في حاشية هذا الوادي وعلى خطوات من زمزم أول دار تألقت فيها اليقظة ولمع فيها مجد بني يعرب..". وإذا كان هناك أسماء ومفاهيم يدور حولها كثير من اللغط والتجاذب مثل مصطلحات الليبرالية والأصولية والحداثة وكثير غيرها أثناء تعاطينا مع مسميات في غير معانيها، لا نأخذ منها إلا التنازع والخلاف دون داع، فإن الدخول في النقاش حول تغيير مسمى ما لمجرد التغيير هو أمر لا معنى له ولا يثمر أي شيء. * نافذة صغيرة: (وها أنذا أضع كل هذا الإرث بين يدي وزير الثقافة والإعلام ورئيس مجلس إدارة جريدة الندوة وكلي أمل في تدارك الأمر وإبقاء اسم (الندوة) والحفاظ على هذا الإرث السعودي المكي العريق. وإن كان لابد من التغيير فالعودة للاسم الأول وهو (حراء) فمكة شرفها الله لا يضيف لها وضع اسمها على الجريدة شيئا.) د. فائز صالح جمال [email protected] [email protected]