سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ارتباطنا بالندوة نحن المكيين ارتباط وجداني وتاريخي ونتطلع للمزيد! تتلمذت على يد أحمد جمال.. وبها تدريب عملياً.. عبدالرحمن المغربي:
الندوة ظاهرة مضيئة في حياتنا الفكرية ومشهد ثقافي وإعلامي واجتماعي
ستظل تصدر حتى آخر رمق لمواصلة رسالتها النبيلة
عندما كنا طلبة في تلك الحقبة بجامعة أم القرى بمكةالمكرمة قبل عشرين عاماً ومكة تتعطر بنسيم هوائها النقي الصافي مثل نقاء وصفاء أهلها، وكنا ندرس بكلية الدعوة بقسم الإعلام وكنا ثلة من الطلبة في بداية المشوار الإعلامي وتأخذنا النقاشات والحوارات عن الإعلام وهمومه والقضايا التي تتعلق به وجريدة الندوة هذا الصرح المكي العريق متنفساً لنا، حيث كنا نذهب للتدريب العملي بها، وكان عيسى خليل رحمه الله يجلس بيننا يعلمنا كتابة الخبر الصحفي ومن ضمن موادنا الدراسية مادة الثقافة الإسلامية ويدرسها القامة الأدبية والصحفية الأستاذ احمد جمال رحمه الله وكنا ندرس هذه المادة تحت اشرافه وبعد أن ننهي فصول المادة، نبدأ في طرح اسئلتنا الصحفية على الأستاذ أحمد جمال ويدور النقاش حول هذا الصرح جريدة الندوة، وكتابات كثير من الأدباء والكتاب والمفكرين الذين كانوا يكتبون في الكيان المكي، وكان يثني على الجميع، بل يقول الجميع أفضل مني تواضعاً واعترافاً بحق الآخرين. هذه جريدة الندوة المكية التي ارتبطنا بها نحن المكيين ارتباطاً وجدانياً وتاريخياً ونتطلع إلى المزيد من مواصلتها لمسيرتها الثقافية والإعلامية وتأديتها لرسالتها الفكرية، وقد شاركت فيها أقلام كثيرة أثرت صفحاتها، ويسجل لها التاريخ أنها أسهمت في نهضة أدبية كبيرة في مكةالمكرمة، خاصة ملحقها الأدبي الذي كان يشرف عليه الأستاذ محمد المفرجي رحمه الله، حيث كان هذا الملحق ملتقى للأدباء والمفكرين. وعن بدايات هذا الكيان المكي جريدة الندوة قرأت للأستاذ محمد بن عبدالرزاق القشعمي قوله على أحد مواقع الشبكة العنكبوتية أنه ذكر كل من أرخ للصحافة وبداياتها في المملكة أن أول من أصدر الندوة هو الأستاذ احمد السباعي وبعد سنة اندمجت الندوة مع حراء لتسمى حراء والندوة لعدة أعداد ثم لتبقى باسمها القديم الندوة وصاحبها احمد السباعي وصاحب حراء صالح محمد جمال رحمهم الله ويذكر القشعمي أنهما صاحبا الامتياز حتى العدد 45 ألفاً ليتنازل السباعي لجمال عن حقه في الامتياز. ولكن محوراً واحداً أود التحدث عنه عن هذه الجريدة وهي أنها مرت بمراحل عصيبة ولكنها تظل ظاهرة مضيئة في حياتنا الفكرية وفي مشهدنا الثقافي والإعلامي ويعكس ذلك الارتباط الروحي لهذا الرمز المكي، رغم المعاناة التي تعانيها ولازالت تعاني وهي تصدر ورغم قلة الموارد ولكن بجهود رجالها الذين يمثلون جهوداً فردية مستميتة لتقطع أشواطاً موفقة في نشر أشعة العلم ولتشارك الصحفي في هذا الوطن، ولكنها تلك العلاقة الوثيقة والصلة الوجدانية بين الندوة وأهل مكة ستظل تصدر حتى آخر رمق، لأن لها طابعاً خاصاً وذات موقف أدبي متميز ورسالة لها هدف نبيل ومنهج موضوعي ومرآة تنعكس عليها مختلف التيارات الفكرية الأصيلة ودورها الرائد دون فقدان للهوية والممارسة الأدبية. فكل من يعمل بها يستحق أن نقف له تقديراً واحتراماً.