لا أحد يختلف البتة على الدور الكبير الذي يفترض أن تقوم به القنوات الفضائية الحكومية وغيرها في محاربة الفكر الضال ومناهضة تيار التطرف بشقيه الفكري والثقافي؛ ولا شك أن بعض القنوات وليست جميعها وضعت مشروعات برامجية أشرف عليها عدد من رجال الفكر والثقافة والإعلام، حيث أسست لعمل برامجي منظم يستهدف الإرهاب والإرهابيين كبرنامج «صناعة الموت» الذي تبثه قناة العربية، وهو من أنجح البرامج التلفزيونية التي تناقش قضايا الإرهاب والتطرف بأسلوب علمي رصين، وخطط برامجية تتكئ على الأسس المنهجية للعمل الإعلامي حيث تركن إلى منهج علمي يتعاطى مع الفكر الضال ومصدّريه والمروّجين له بطرق لافتة وجاذبة، وبالتأكيد تلك النوعية من البرامج تلتزم بالمنهج الاحترافي في العمل البرامجي التلفزي، وتتكيف مع قضايا العصر الحسَّاسة بطرح متواتر ومتوازن بعيد عن الإغراق في أساليب المواجهات التلفزية التي تُؤجِّج الإرهاب أكثر مما تساعد في تجفيف منابعه على الصعيد الإعلامي. وأيضا نجح الزميل الأستاذ سامي الشيباني الإعلامي الموهوب والمتخصص في إعداد العديد من الحلقات المتواصلة عبر برنامج تألق في إعداده وهو برنامج «من الإخبارية»، والحق أن الزميل سامي الشيباني يجيد قراءة الأحداث والإعداد المبرمج لقضايا الإرهاب، ويتفوّق دائما في مجاراة كل قضية حسب معطياتها وما تستحقه من محاور وتساؤلات. وحتمًا فإن مهنية الشيباني وتخصصه إضافة إلى علاقاته الإعلامية المتعددة منحته هذا الإبداع المتجدد، حيث أسهمت برامجه بشكل مؤثر في ملامسة القضايا الإرهابية والأمنية من منظور ثقافي وإعلامي متزنين. وأجزم أن المعالجة الإعلامية بالأساليب الثقافية والفكرية الصحيحة تقوم بدور لا يجارى في تثقيف بعض المغرر بهم وإعادتهم إلى الجادة المستقيمة، وذلك فعلًا هو الدور الإعلامي لأي مُعد يريد أن يُقدِّم رسالة إعلامية وطنية ومُبدعة في نفس الوقت. مباركة الزبيدي تبدع وتبهر أثبتت الإعلامية والمدربة القديرة والمثقفة الأستاذة مباركة الزبيدي من جديد أن الإبداع لا يرتهن بزمان أو مكان أو أشخاص أو حتى مشروع بحد ذاته، الأستاذة مباركة الزبيدي كنت قد كتبت في مقالة سابقة عن توهّجها وإبداعها في طرح مشروع «لنسر معًا نحو الإبداع»، إضافة إلى تجلّيها المشهود في عدد من المواقع والملتقيات الفكرية والثقافية. ومن واجبنا أن نُشيد -على وجه الخصوص- بنبوغها الفكري وقدرتها على الابتكار المعرفي والثقافي، حيث حققت مشروعاتها الثقافية جملة من النجاحات ولا سيما في أوساط المثقفين والمثقفات. وللتذكير فإن مشروع «لنسر معا نحو الإبداع» يهدف إلى الرقي بالمجتمع بمختلف فئاته من أجل المساهمة الفعالة في التنمية الاجتماعية وفق دورات تُعقد لصقل مهارات الشباب من ذكور وإناث، وتوظيف قدراتهم في ميادين تخصصهم للرقي بالمجتمع المدني إلى أفق جديد من النجاح بالاعتماد على الموهوبين من جميع شرائح المجتمع بمن فيهم أصحاب الحاجات الخاصة. ومجددًا نتمنى من الجهات المعنية كافة بالإبداع والثقافة دعم مشروع الأستاذة مباركة الزبيدي الذي يستحق حقًا من كل الجهات دعمه بكل الوسائل، لأنه مشروع ثقافي واجتماعي هادف وبناء، ويكفي أن من أهم أهدافه الاهتمام بالمواهب وتقديم إنتاجها في ثوب وطني يخدم حراك الثقافة في وطن الثقافة. [email protected] [email protected]