يوميًّا نقرأ عن أخبار الندوات ومجالس المثقفين وملتقياتهم المسمّاة بأسمائهم، أو بنعوت يومياتهم التي يجمعون فيها الوجهاء والأعيان والمثقفين؛ وتُدار تلك الصوالين الأدبية بحضور نخبة من أهل الفكر والأدب والثقافة؛ لتسلّط الضوء على موضوعات متنوعة، أغلبها لا يخرج عن النسق الثقافي النخبوي، وربما لا تخلو أيضًا من الجدل الثقافي بشأن قضية ثقافية أو نقدية. كل ذلك جميل وحسن، وفي غاية الإمتاع والغزارة المعرفية التي تنهمر كشلالات هادرة لتلاطم أفكار المدعوين، إمّا بالإقناع، أو بالإفحام، أو بخوض معركة أشبه بالمناظرة الساخنة الشبيهة ببرامج الفضاء الباحث عن جدلية الحوار وثقافة التضاد..! وأعتقد أن المجتمعات المتحضرة تعتمد في تحوّلاتها الفكرية والثقافية ذات المساس بالجانب الاجتماعي على مثل تلك الملتقيات التي تجمع صفوة المفكرين وعمالقة الرأي والنقد، وهنا تبرز أسئلة عدة: هل وصلت بنا تلك المجالس الثقافية إلى نضج تطويري اجتماعي؟ وهل ساقت الحلول لقضايا المجتمع ومشكلاته المعقدة والشائكة؟ وهل وصل صوت المثقفين إلى صنّاع القرار في مراكز صنعه كمجلس الشورى على سبيل المثال؟ الإجابات يعرفها أصحاب تلك المنتديات أكثر من غيرهم؛ إذن لعل من كمال مظهرية لقاءات المثقفين أن تتجه إلى الارتقاء بالمجتمع بحس سامق من المسؤولية، فصوت المثقف إن ظل حبيس الوجاهة والتمظهر الإعلامي، فلن يقدم لمجتمعه وأمته أي جديد..! واحة جدة للعلوم.. فكر وعمل يقوم الدكتور مازن عبدالرزاق بليلة عضو مجلس الشورى السعودي والأكاديمي البارز بجهد كبير في سبيل خلق مشروع عملي ناضج، يتماهى فيه الإعلام الهادف مع الجوانب العلمية والمعرفية من خلال (واحة جدة للعلوم)، وهي الفكرة الرائدة التي تستحق الإعجاب والدعم؛ لما تهدف إليه من تشجيع للابتكارات العلمية، ودعم للمخترعين والمفكرين والعلماء. الواحة الراقية في فكرتها وأهدافها ينبغي أن تنال من الإعلام دعمًا قويًّا كي يتحقق لمجتمعنا صناعة جيل معرفي ينهض برسالة الأمة، ويرقى بأساليب تقدمها العالمي. رذاذ : ** يُعدُّ الدكتور فهد آل عقران رئيس تحرير صحيفة المدينة، والأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة من أنشط رجال الفكر والصحافة على مستوى خدمة الثقافة والمجتمع، كلاهما يبذل عطاءً إعلاميًّا مثمرًا، يتضح من خلال مسايرة ركب التحضّر الفكري، بعيدًا عن حسابات الذات والأنا..! ** يلفت نظري الإبداع الصحافي والثقافي للزميل الخلوق والأستاذ المخضرم محمد العيدروس، الذي يُعدُّ من ألمع الصحافيين، وأكثرهم إشراقًا وروعةً في الفترة المنصرمة من خلال حضوره المدهش في كافة مناسبات الفكر والثقافة. العيدروس (أنموذج) للصحافي الشامل، والألق الذي يظهر ساطعًا كالشمس في جميع الأحداث الوطنية الكبرى. ** صراعات الأحزاب الكويتية في الجارة والشقيقة الكويت محزنة، حيث خرجت عن مسار الحوار، وجنحت إلى أساليب أخرى لا تليق بثقافة الكويت وحضارته المشهودة. ** وكيف لا يحسد امرؤ علم له على كل هامة قدم [email protected]