من المعلوم أن الرسالة الإعلامية التلفازية، وحسب كل النظريات الأكاديمية منها، أو المستندة إلى أساس تطبيقي ركّزت على أهمية التثقيف في كافة الأطر والمناحي الإعلامية، إخبارية كانت، أو برامجية. ومن هذا المنطلق فإن المتتبع بعين إعلامية خبيرة بات يلحظ المستوى المتهالك لما تبثه بعض القنوات الخاصة من برامج ضعيفة في المحتوى؛ وغريبة في الطرح والتوجه، بل إنها تفتقد للأهداف السامية التي من أجلها برز الإعلام قيمة مدنية، وسلطة فاعلة ومؤثرة تسهم في الحراك الثقافي للأمم والشعوب. وللأسف؛ نهجت بعض القنوات نهجًا أقرب إلى الابتذال والإسفاف المنافي أصلاً لمناهج الإعلام، وأصوله المتعارف عليها! فعلى سبيل المثال تغرق بعض المحطات الضعيفة في بث برامج مباشرة يسيطر فيها مذيع "غير مثقف" على جل وقت البرنامج؛ ليشرع في توجيه نقد ممجوج إلى الشخصيات، والمؤسسات المدنية بطريقة عقيمة وفجّة، توحي بضعف ثقافته، وميله إلى الأسلوب "العامي" في مخاطبة المشاهدين وكأنه يتحدث في ناصية طريق! هذا ليس إعلامًا؛ وتلك برامج للاستهلاك والاستخفاف بعقول المشاهدين، وتسطيح ثقافتهم، وإغراقهم بكلام "تافه" لا يصلح أن يُقال في مجالس العامة، فما بالكم أن يوجّه إلى متلقين جلّهم من المثقفين والأكاديميين؛ وأجزم يقينًا أن بعض المشاهدين الذين لا يحملون شهادات علمية، لا يمكن أن تنطلي عليه سخافة تلك البرامج المدمّرة لثقافة الشباب والناشئة. والحال هذه، فإن مسؤولية وزراء الإعلام العرب عظيمة لتبني قرارات ملزمة لإغلاق بعض القنوات الجوفاء بطرق "قانونية"، أو فرض مشروع عمل إعلامي معتدل تلتزم القنوات والمحطات بمبادئه ومواثيقه العليا، حفاظًا على رسالة إعلامية راقية وهادفة، وترسيخًا لمفهوم الإعلام الصحيح في زمن الفوضى الإعلامية بقنوات تثير الفتن، وتذكي نار العصبية والجهل..!! المدينة نهج وإبداع أن تفوز صحيفة "المدينة" التي أتشرّف بالانتماء إلى منظومتها الصحافية بجائزة أفضل تغطية صحافية لعام 1431ه، فذلك أمر متوقع قياسًا بالمنهج الصحافي الرصين الذي رسمه رئيس التحرير الدكتور فهد آل عقران، وكذلك الجهود المبذولة من كافة مسؤولي التحرير دون استثناء. تحية لزملائي المثقفين في تلك الصحيفة، وتهنئة من القلب للجميع. وختامًا: ما أجمل التقييم حين يأتي من ذوي الاختصاص، ودون مجاملة، أو بحث عن مصالح متبادلة..! [email protected]