تتجدد مشكلة كثير من الأسر في البحث عن سائق لتوصيل أبنائهم وبناتهم في بداية كل عام دراسي، ليصبح عدم وجود سائق بالمنزل شبحا يقلق أولياء الأمور خاصة لمن لهم أبناء في مراحل مختلفة. أم فاديه لديها خمسة من الأبناء والبنات في مراحل تعليمية مختلفة، وتقول: عند بدء الإجازة الصيفية ذهب سائقنا على أساس انه سيعود قبل بدء الدراسة بأربعة أيام ولم نكن نظن به الغدر، ولكن تفاجأنا انه لم يأتِ، مما أصابتنا بصدمة كبيرة، حيث اضطر زوجي إلى طلب إجازة أسبوع من عمله ليقوم بإيصال أبنائنا إلى أن يدبر سائقا آخر، على ان نستقدم سائقا فيما بعد، حيث لجأ في بادئ الأمر للتعاقد مع شركات الباصات لإيصال بناتي للجامعة وسائق بالمشوار لأبنائي في الابتدائي والمتوسط. وفضلت سارة العجمي (طالبة جامعية) أن تدفع 1000 ريال قيمة مشوار ذهابها للجامعة على أن تركب باصا، فتقول سافر سائقنا بعد ثلاث سنوات حيث شعرت وكان مستقبلي الدراسي سوف يتوقف بمجرد ذهاب السائق، فوالدي مشغول لا يستطيع أن يقوم بإيصالي إلى الجامعة فقرر الاتفاق مع شركة للباصات لكنني واصلت شهرا واحدا فقط، وشعرت كأنة سنة، حيث كان لا يلتزم بالمواعيد وكنت أتأخر عن محاضراتي، هذا خلاف انه كان يقوم بإيصالي آخر واحدة وكنت اشعر بالخوف، حينها قررت أن أصارح أبي بأن يتصرف؛ إما أن يجد سائقا خاصا لي أو أن يقوم هو بإيصالي وبالفعل بعد غياب أسبوع عن الدراسة استطاع أبي أن يجد لي سائقا مسنا يعمل على سيارته الخاصة، ولكن سعره مرتفع، وقد وافقت على الفور أن ادفع ألف ريال مقابل إيصالي للجامعة. السيدة فاديه الكناني والتي استغنت عن السائق إلى الأبد على حد قولها تقول: عندما كان أطفالي صغارا كنا نحتاج إلى سائق نظرا لعدم توافق دوام زوجي مع دوامي ودوام الأبناء، فاحتجنا الى سائق، لكن منذ ثلاث سنوات استقدمنا سائقا آسيويا، ولم يكن يعلم عن السواقة شيئا، فأرجعناه للمكتب لكنه اقنع زوجي انه أفضل وانه سوف يتعلم وسيصبح أفضل ممن يعلمون السواقة فاقتنع زوجي وبالفعل اخذ يدربه على السواقة إلى ان أجادها بشكل ممتاز، ولكن بعد عدة أشهر بدأ السائق في التمرد، مما جعل زوجي يقرر تسفيره، والآن يقوم ابني الذي سيدخل الجامعة بتوصيل أخته للجامعة معه، وأنا قضيت ما تبقى لي قبل طلوعي للمعاش اذهب مع سائق أختي أنا وابني الصغير. احمد المري مالك إحدى شركات الباصات الخاصة لتوصيل الجامعات والمدارس قال: نعاني من كثرة الشكاوي سواء من السائقين بعدم التزام المشتركين بالمواعيد أو من قبل أولياء الأمور على السائقين أنفسهم رغم محاولتنا توفير عمالة مناسبة ومدربة لتلافي المشاكل إلا أنها تحصل، وذلك لعدم وجود مظلة تحمي شركات النقل من الدخلاء وضعاف النفوس.