بالتأكيد يستحقُّ هذا المفتي، الذي أفتى بقتلِ كلِّ مَن يتظاهر ضدّ الرئيس المصري محمد مرسي يوم 24 أغسطس جائزة "الفلول العالمية"، التي تُمنح لكلِّ مَن يُقدِّم عملاً متميّزًا ضد ثورة يناير، كما يستحق المعتدي على الزميل خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع جائزة مماثلة..! والحقُّ أنَّ كثيرين يستحقون هذه الجائزة، سواء على مستوى الأفراد، أو على مستوى المؤسسات، والأحزاب، والجماعات، أو على مستوى الوزارات "الحالية طبعًا"! واللافت أن سعيًا حثيثًا، وعملاً كبيرًا يبذله كثيرون بإرادتهم تارة، ودون وعي تارة أخرى؛ لقطف الجائزة على جميع الأصعدة (الفقهية، والسياسية، والإعلامية، والقضائية، والميدانية)!! بموازاة ذلك، ولحين الانتهاء من مراجعة الأسماء التي تستحق بجدارة جائزة "الفلول العالمية" أودُّ أن ألفتَ نظر المحبين للثورة، وللرئيس مرسي، وقبلهما مصر إلى أن هناك طابورًا كبيرًا مستعدًا "للاستشهاد الوهمي"، مع الاعتذار لمفهوم الشهادة الحقة! هؤلاء وأمثالهم ينشطون الآن في كثير من الفضائيات، والصحف، والمجلات في مهمّة "جر الشّكل" بأي طريقة، فإذا قلت لا يصحُّ سبَّ الرئيس؛ فأنت تصنع فرعونًا جديدًا.. وإن انتقدت تمثيلية واحدة من تلك التمثيليات الساقطة، التي تُبَث في رمضان؛ فأنت إرهابيٌّ.. وإن انتقدت طرحًا سخيفًا من تلك الأطروحات النفعية المحضة؛ فأنت تصادرُ حريةَ الصحافةِ، وتعيدُنا لعهدِ مبارك. والحقُّ أنَّ هؤلاء جميعًا يحلمون بعودة هذا العهد، وإن خدعوك بالدفاع عن مبادئ الثورة، والاستعداد للاستشهاد من أجل الثورة! ولأن ذلك كذلك، ومنعًا لمنح مَن في قلوبهم مرضٌ من الثورة فرصةَ "الاستشهاد الوهمي"، وتحجيمًا لهذه الظاهرة؛ أقترحُ الابتعادَ عنهم قدر المستطاع، خاصةً وأنهم يطوفون على القنوات، ويدخلون المؤتمرات، ويشتمون في المقالات والمقابلات والمداخلات من باب "تلقيح الجتت"، وكأن الثورة، والثوار هم الذين على رأسهم بطحة! وعلى عكس ما قد يتصوّر البعض من أنه كلّما أصدر الرئيس قرارًا جديدًا لصالح الثورة ابتعدوا عنه وعنها، أعتقد أنهم سيمعنون في الكيد لأقصى درجة، وفي التجريح بأبشع صورة، ليس لإسقاط الرئيس، وإنما للفوز بجائزة "الفلول العالمية"، التي حصل عليها المناضل الثائر توفيق عكاشة، والمجاهد الثائر أبو حامد، والإعلامي الثائر "كثيرون"، والمذيعة الثائرة "معروفة"، والقاضي الثائر "معروف"، والفريق الثائر "خرج ولم يعد".. وغيرهم من أبطال الثورة المضادة! [email protected]