أخشى أن يظل المجلس العسكري متمسكًا ومنشغلًا ومنهمكًا ومستغرقًا في "حماية الدولة المدنية"، و"بلورة الأمور الدستورية"، فتضيع منه مصر كلها! أخشى أن يظل مصممًا على الاجتماع بكل من هبّ وكان على حساب رئاسة الأركان، والتواجد في كل المناسبات والمؤتمرات على حساب مسرح العمليات وساحة التدريبات. لقد أصبح لمصر رئيس مدني شعبي، وحكومة مدنية بلغ من كرم رئيسها أن وضع فيها كل ألوان الطيف السياسي بمن في ذلك وزراء ينتمون لحكومة الجنزوري وللحزب الوطني، ومن ثم فلا داعي أبدًا لانشغال المجلس العسكري بالأمور المحلية المحضة على حساب الأمور العسكرية المحضة، وفي هذا الإطار يصبح من العبث والضحك على الذقون كلها، وليس ذقون الإخوان فقط أن نقول إن الرئيس مرسي هو المسؤول الأول عما جرى في رفح! في ضوء ذلك، نقول للمجلس العسكري بكل الاحترام النابع من احترامنا للمؤسسة العسكرية وبكل الحب الفياض للجيش المصري: ارحل! ارحل من القاهرة إلى سيناء، وكلنا خلفك نشد من أزرك! لا تجعل مسرح عملياتك هو مصر الجديدة أو مدينة نصر، أو جسر القبة، اجعله كما كان هناك في الجيش الثاني بالإسماعيلية أو الثالث بالسويس، أو في طابا أو في رفح! ابتعد عن المنصة، واقترب من القنطرة شرق أو حتى غرب! ألم توحشكم رائحة الدبابات والمدرعات والمصفحات، بل "الأفرولات" المغبرة بتراب سيناء؟! لا ندعوكم للحرب.. أبدًا لا نتمناها حربا لكننا نريدها كرامة إنسانية! اتركوا لنا ولرئيسنا المنتخب مسائل العيش والحرية، واذهبوا أنتم للدفاع عن الكرامة المصرية! ألم يكن شعارنا معًا عيش – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة إنسانية؟! دعوا الثلاث الأول للرئيس وللشعب بكل مؤسساته المدنية، وتفرغوا أنتم للحفاظ بل لاسترداد الكرامة المصرية! لا تنشغلوا بالمناورات السياسية على حساب المناورات العسكرية.. بالممارسات أو المماحكات الدستورية، على حساب التدريبات العملية! لا تخافوا علينا ولا تنشغلوا بنا كثيرًا، ولا تجعلوا مهمتكم الأولى هي عدم تفوق تيار على حساب آخر، أو قوة على حساب أخرى! حتى لا تتوغل إسرائيل على حساب مصر كلها! أبدًا لا تخافوا فلدينا من كتائب الثورة ما يحمي مصر من أي قهر محتمل، أو أي غدر محتمل! لدينا كتائب استطلاع، "تفهمها وهي طايرة" وتكشفها أولًا بأول، فتحرقها أولًا بأول! لدينا كتائب مشاة تهوى الزحف لميدان التحرير والقائد إبراهيم والأربعين وكل الميادين! لا تخافوا على الدولة المدنية، فلدينا منصات صواريخ يطلقها رموز الثورة الكبار وتلاميذهم وتلميذاتهم الذين نضجوا كثيرًا لقد نضجت الثورة بما فيه الكفاية، ونضج الثوار بما فيه الكفاية، وفهم الإخوان بما فيه الكفاية، فلا تخافوا على الدولة المدنية وارحلوا.. ارحلوا إلى سيناء ونحن خلفكم نشد أزركم ونرسلها واضحة وقوية لإسرائيل: انتهى زمن رئيس مصر الذي يجعل كل همه حراسة إسرائيل!! مساحة خالية * ظلم كبير أن يساوي الغاضبون على انحطاط الإعلام بين عكاشة وخالد صلاح. وظلم أكبر أن يقال: إن الديموقراطية لا تتجزأ وأن مواجهة عكاشة تكون بالرأي! العفاشة تواجه بالعفاشة.. والدفاع عن عكاشة ليس دفاعًا عن الدولة المدنية، وإنما عن الدولة الصهيونية!!. [email protected]