من المتفق عليه إعلاميًا، أن هناك مجموعة مُكْتسبة من الصفات، والخصائص، والمهارات، لابد أن تتوافر في قُرّاء نشرات الأخبار في الإذاعة والرائي (التلفاز)، وبالتالي فإن أيَّ مؤسسة إذاعية أوتلفازية في العالم، لا تجازف بدفع مذيع محدود المهارات، أو خلفيته المهنية والثقافية والسياسية غير ناضجة، لقراءة نشرات الأخبار، فالأهمية القصوى التي تمثلها، وكثافة المتلقين لها، تتطلب أن تتوافر في قارئ النشرة، مهارات، تختلف عن تلك التي تتوافر في: مقدم البرامج الثقافية، أوالخفيفة، أوالمنوعات مثلًا، فما الذي دفع بعض الفضائيات العربية، إلى الزج بمذيعين خَلَوْا من المهارات الأساسية لتقديم نشرات الأخبار؟. أحسب أنّ الإجابة عن هذا السؤال تكمن في: 1- المتابعة الفورية للأحداث العالمية المتلاحقة، في ذِرْوَة السِّباقِ المحموم على كسْب المُشَاهِد، مما اضطُّرت معه تلك المؤسسات إلى الاستعانة بقراء أخبار غير مؤهلين، بالإضافة إلى عدم تدريبهم تدريبًا مكثفًا مُسْبقًا على قراءتها، ومن ثم تقويم الخبراء والمحترفين المهنيين لما اكتسبوه من مهارات، والحكم عليها سلبًا أوإيجابًا. 2- ندرة القيادات الإدارية والفنية، القادرة على اختيار العناصر المؤهلة لتقديم نشرات الأخبار، وعدم متابعتها باستمرار، وإخضاعها للمراجعة المستفيضة لإمكانياتهم وقدراتهم، ولفت انتباه المخطئ على أخطائه المقصودة أوغير المقصودة، وتقديم الحوافر المعنوية والتشجيعية للمتفوقين والمجيدين. 3- الزيادة المضطردة في نشرات الأخبار، مما دفع إلى الزَّجِّ بقُراء نشرات أخبار بعضهم محدود المهارات، وبعضهم الآخر يكاد يكون معدومًا منها مِثل: الصوت، وخُلُوُّ الأداء من عيوب النطق، والقدرة على التحكم في نبرات الصوت، ومخارج الحروف الواضحة، وفهم الخَبَر، وصحة نطق أسماء الشخصيات والأماكن المعروفة، وحُسن التصرف، واللغة الخالية من الأخطاء، فضلًا عن بشاشة الوجه وحيويته، والمظهر الجاد والمتزن، دون انفعال أو جمود. لقد أصبحتْ قراءة نشرات الأخبار اليوم تخصصًا، يتم من خلال دورات تدريبية مكثفة، يكتسب خلالها قراء الأخبار من المهارات، والقدرات ما يؤهلهم لقراءتها، بحيث لا يحس المشاهِد أنهم مفروضون عليه فرضًا، بدواعي الرضا الشخصي، أوالمجاملة، ومن ثم أصبح من القواعد السائدة، التدقيق في اختيار الإذاعيين المناسبين لقراءة نشرات الأخبار، ومن هنا فمن الخطأ الاعتقاد بأن الدفع بمذيع لقراءتها، دون أن تتوافر فيه المهارات الواجبة، يضفي على الشاشة جاذبية أو تشويقًا، بل هو سقوط في فخ ضخ وجوه جديدة، وإغلاق الأبواب أمام قراء أخبار، موهوبين، ومبدعين، وأكْفاء. فاكس: 014543856 [email protected] [email protected]