سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس التحرير الهَرِم
(الإعلام ليس للتمثيل الرسمي للدولة فحسب، بل أصبح جزءًا أساسيًا من المجتمع ليُحركه اجتماعيًّا، وثقافيًّا، وسياسيًّا بالطريقة الصحيحة) "د. عبدالعزيز خوجة"
يُعْرَفُ عن وزير الثقافة والإعلام (د. عبدالعزيز خوجه) متابعتُه للنقلة النوعية في وسائل الإعلام الحديثة، واصِفًَا إياها بأنها: «أسّستْ للفردية، وعَمِلَتْ على تقويض المفاهيم التقليدية، لصناعة الخَبَر، وتلقيه، وأزاحتْ من طريقها تلك الصورة النمطية، لرئيس التحرير الهَرِم، الذي يجلس على مكتب تراكمتْ فوقَه وخلْفَهُ، الأوراق والصحف القديمة والملفات، ما دفع لإنشاء إدارة جديدة في وزارة الثقافة والإعلام، تحمل اسم الإعلام الجديد، لمواكبة المتغيرات التي تطرأ على الساحة الإعلامية، وشبكات التواصل الاجتماعي مثل: الفيس بوك، والتويتر، واليوتيوب» (صحيفة عكاظ،26 جمادى الآخرة 1433ه، ص 13). ما قاله الوزير خوجه عن الإعلام الجديد، حقًّ، وصِدْق، ولا يجادل فيه اثنان، فقد تبلور عنه تصور جديد للأهداف، والمرامي، والغايات، التي يحاول أن يحشد لها كل الجهود، بُغْيَة منافسة الإعلام التقليدي، وتوفير تفاعل فوري مع الفئات الاجتماعية كافة، وبخاصة الشباب الذين يلتفون حوله، ويستقون منه المعلومات، ويقررون ماذا يفعلون، حتى بات يُطْلَقُ عليه مصطلح «إعلام الفئة الشبابية المثقفة». أتوقف أمام قضية جوهرية مهمة، أشار إليها الوزير خوجه، وهي صحيحة أيضا «الإعلام ليس للتمثيل الرسمي للدولة فحسب، بل أصبح جزءًا أساسيًا من المجتمع، ليُحركه اجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا بالطريقة الصحيحة، وهو بالتالي أصبح صناعة، يُنْظر إليها استراتيجيا، وبمفهوم أوسع مِنْ أنْ أَمْلأَ الساعات التلفازية، بأغان، أو مسلسلات»، وشدد الوزير خوجه على وجوب «أن تستغل الإذاعة والتلفزيون، والصحف، وأن يكون لها هدف، وفكر، واستراتيجية معينة، لملء الساعات أو الصفحات، أو الصوت الإذاعي، سواء رسمية أو خاصة». لوسائل الإعلام السعودية سياسة إعلامية واضحة، صدرت عام 1412ه (1981م) ومن ثم فليس بوسعها الخروج عنها، أو عليها، وإن كانت من وجهة نظري تحتاج إلى تعديل، وتطوير، يجاري التحولات الاجتماعية السعودية من جهة، وما يسود العالَم من تطورات إعلامية ذات جدوى من جهة ثانية، ومعروف أن وسائل الإعلام الفعّالة، لا تُهَمّش المواطِن، ولكن تحيطه بمجريات الأمور، حتى إنها -كما رأى خبراء الإعلام ومنظروه- «تسهم معه في اتخاذ القرار، وبخاصة في القضايا التي تمس مصالحه، ومصالح وطنه، في مواجهة وسائل إعلام هَشّة وضعيفة، لا ترتكز على قواعد المسؤولية الاجتماعية للإعلام، بل تترك المجتمع مسلوبا من كل شيء في حياته». فاكس: 014543856 [email protected] [email protected]