المسألة الثالثة: إنّ فصْل الثقافة عن الإعلام، قضية تطرحُ نفْسَها في ظل مُتَغَيِّراتٍ ومُسْتَجِدّاتٍ إعلاميةٍ مُتَصَاعِدَةٍ، وميزات متنوعةٍ للإعلامِ الجديد، وكفاءة أجهزته التنظيمية والتنفيذية، وزيادةِ أعداد المتلقين، وسهولة حصول الإعلاميين على المعلومات، والتفاعل في التعامل معها، والقدرة على التحقق منها، بالإضافة إلى القدرة في المشاركة السياسية. المسألة الرابعة: إنّ فصْل الإعلام عن الثقافة ، يعني دفع الإعلام السعودي إلى التحرك بسرعة، بعيدا عن قيود البيروقراطية ، ليأخذ مساراً جديداً من شأنه: اتساع نطاق تحرك المؤسسات الإعلامية، لمعالجة القضايا الملحة: الفَقْر، البِطَالة، أزمة الإسكان، الفساد، أوضاع المتقاعدين، حقوق الإنسان، المخدِّرات، الخِدْمَاتِ الصحية والتعليمية السيئة، والحيادية في معالجتها، وتعزيز الحراك الاجتماعي، وزيادة أعداد القادرين على التأثير في الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية، بما يكتسبه متلقو الإعلام السعودي من: مهارات وكفاءات لم تكن متاحة لهم من ذي قَبْل، والاعتماد على مراكز متعددة في استقاء المعلومات، ودعم الحوار الوطني ومساندته، وتعزيز القرارات الإصلاحية، التي يتخذها الملك عبد الله بن عبد العزيز، لإصلاح المجتمع السعودي، وتوسيع نطاق حُرِّيَة التعبير، التي نصّت عليها المادة (26 ) من السياسة الإعلامية السعودية، ليصبح إعلاما قويا مُعَبِّراً عن سياسة إعلامية سعودية جديدة، تنهض بها مؤسسات المجتمع الأهلي السعودي، مما يستدعي استحداث المزيد من وسائل الإعلام،وبخاصة: الصحف، والمجلات، والإذاعات الخاصة، وكل ما هو قابل للتفكير فيه إعلاميا، من خلال مؤسسات جديدة، مِنْ أبرز مظاهرها اتساعُ دائرةِ الإعلامِ السعودي، شكلاً ومضموناً وجمهوراً. المسألة الخامسة: إنّ فصْل الثقافة عن الإعلام، نتيجةٌ يُنظرُ إليها على أنها تمنح الإعلام السعودي المزيد من حُرِّيّة التعبير، وصَدّ أيّ عائق إعلامي، يحول دون إرساء أسس إعلام حديث، يطرح المشكلات طرحاً علميا، ويُعَبِّر عنها تعبيرا قادرا على الحفاظ على الوحدة الوطنية، فمهمة الإعلام الكشْفُ عن المعقول، وإلقاء عرض الحائط بكل ما هو غير معقول، أما الثقافة فتتوقفُ قوةً وضَعْفا، على مدى تأصيلها في الفكر، وهي تأسيسٌ في إطارِ ما يُفَكر فيه المثقف، ذو البُعْدِ الحضاري. [email protected]