أشاد سياسيون يمنيون بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأصحاب الجلالة والفخامة رؤساء الدول الإسلامية إلى مؤتمر قمة التضامن الإسلامي في مكةالمكرمة يومي الثلاثاء والأربعاء 26/27 رمضان، مؤكدين حرص خادم الحرمين الشريفين على وحدة الصف والتعاون والتكاتف والتمسك بالدين خدمة للإسلام والمسلمين ووحدتهم في هذه المرحلة الدقيقة التي تواجه فيها الأمة الإسلامية تحديات جسام. واعتبر امين عام حزب التجمع اليمني للاصلاح، اكبر الاحزاب اليمنية، القمة الاسلامية الاستثنائية في يومى 26- 27 من رمضان التي دعا لها خادم الحرمين الشريفين، مبادرة طيبة للاجتماع في مكة مهد الرسالة السماوية الاسلامية لمناقشة قضايا والتحديات التي تواجه امة الإسلام. وقال عبدالوهاب الانسي في حديث ل»المدينة»: ان مثل هذه المبادرات التي تهدف الى لم شمل الامة الاسلامية ومعالجات قضاياها المصيرية مطلوبة خاصة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها امتنا العربية والاسلامية. وأضاف «الاشقاء في المملكة العربية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عودونا دائما على التفاعل مع القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية». وطالب امين عام حزب الاصلاح الاسلامي وعضو المؤتمر القومي الاسلامي، زعماء وقادة العالم الاسلامي المؤتمرون بقرارات جادة وان يخرجوا من هذه القمة بنتائج ملموسة تنتصر لمجمل القضايا الاسلامية وتكن بحجم التحديات التي تجابه الامتين العربية والإسلامية، وما يتعرض له المسلمون من انتهاكات وجرائم قتل وتشريد في اكثر من مكان في العالم. وقال «نتمنى ان يكون التئام زعماء وقادة العالم الاسلامي في أطهر أرض وبرعاية سعودية، هو انتصار للقضية الفلسطينية وقضية الشعب السوري وإنهاء لمأساة مسلمي ميانمار «الروهينجيار» ووقف جرائم التطهير العرقي التي تمارس ضدهم وسط صمت دولي مخيف وتخاذل عربي وإسلامي مخزٍ امام بشاعة وفظاعة جرائم الابادة التي ترتكب يوميا على مرأى ومسمع العالم بحق مسلمي ميانمار». وعبر- الانسي- عن اسفه لصمت الدول التي ترفع شعار الدفاع عن حقوق الانسان تجاه ما يتعرض له مسلمو ميانمار، واضاف: «من المؤسف اننا لا نجد صوتا من تلك الدول التي ترفع شعار حقوق الانسان فيما يجري من تطهير عرقي لمسلمي ميانمار». واختتم عبدالوهاب الانسي حديثه ل»المدينة» بتمنيه لقمة مكة التوفيق والسداد، وقال: «نتمنى ان يدرك فيها قادة العالم الاسلامي -المؤتمرون- ان امتهم العربية والإسلامية تجابه تحديات كبيرة وقضايا مصيرية لا تحتمل التباطؤ او التسويف، وعليهم ان يحرصوا في هذا الاجتماع الاسلامي على توحيد المواقف والخروج بقرارات تقوي التواصل والتقارب والأواصر الاسلامية وتوحد صف الشعوب الاسلامية». من جانبه يرى رئيس اللجنة الدستورية والقانونية بمجلس النواب اليمني، عضو البرلمان العربي، علي ابوحليقة، ان انعقاد القمة الاسلامية في هذه الظروف العصيبة التي تعيشها الامة الاسلامية اليوم، له دلالة كبيرة من شقين: اولًا لأن انعقادها يتم على ارض المملكة العربية السعودية وفي اطهر مكان على وجه الكرة الارضية مكةالمكرمة وبدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وثانيا لأنها تأتي في ظل ظروف حرجة تعيشها الامة الاسلامية. وقال عضو البرلمان العربي ل»المدينة»: ان الامة الاسلامية تتلاطمها اليوم الامواج السياسية من شرق العالم الاسلامي الى غربه ومن شماله الى جنوبه، ليس لشيء سوى انها تستهدف عقيدته الاسلامية التي تتوجس منها تلك الشعوب والمجتمعات الغربية التي تعادي الاسلام دون مبرر موضوعي. واضاف ابو حليقة: ان جريمة الابادة والتطهير العرقي لمسلمي ميانمار، لا شك انها ستتصدر- الى جانب قضيتي القدس والأزمة في سوريا- اعمال هذه القمة بشكل جاد، وجرائم التطهير تعتبر هي احدى المشاكل والتحديات التي تواجهها الامة الاسلامية بالإضافة الى الازمة السورية والتدخلات الاقليمية والدولية في الشؤون الداخلية للدول العربية. وأشار ابو حليقة الى ان الامة الاسلامية تجابهها تحديات ومخاطر تستهدف بالدرجة الاولى قدراتها وإمكانياتها- بما حباها الله من موقع استراتيجي جغرافي وثروات اقتصادية هائلة، وقال: «إن العديد من القوى تحاول احباط الامة الاسلامية بما تمتلكه من قدرات وتوجهات حضارية في تنمية وبناء شعوبها اسوة بشعوب العالم المتقدمة». ويعول رئيس اللجنة الدستورية والقانونية في البرلمان اليمني على ان تخرج هذه القمة بقرارات هادفة تلبي طموحات الامة الاسلامية، انطلاقا مما تواجهه من تحديات ومخاطر، وقال: «نطمح ايضا من قادة العالم الاسلامي المؤتمرون في ارض المملكة العربية السعودية ان يتركوا خلافاتهم جانبا ويدركوا اهمية المسؤولية الملقاة على عاتقهم وما تتطلبه شعوبهم من وضع استراتيجية طموحة تؤسس لبناء الشعوب الاسلامية بناء حضاريا وعلميا وتكنولوجيا، هذا من جهة». وتوقع المسؤول والبرلماني اليمني ان تخرج القمة بنتائج ايجابية تترجم كل الطموحات الاسلامية، طالما وان القمة ترعاها المملكة التي تربطها باليمن وشائج قربى وجوار وشراكة لا حدود لها - على حد تعبيره. ودعا ابو حليقة قادة الامة الاسلامية الى ان تعد نفسها لمواجهات تلك التحديات التي تواجهها من خلال أجندة ورؤية تنطلق من تعاليم الاسلام الحضارية بعيدا عن التعصب والتطرف والذي تتهم به الأمة الاسلامية اليوم من المجتمعات الغربية. وطالب القادة والزعماء المؤتمرين الخروج بقرارات مصيرية، وقال: «على المؤتمرين ان يتخذوا قرارات مصيرية تقوم عليها الدول الاسلامية ببناء علاقة دبلوماسية واضحة المعالم مع دول العالم بشكل عام لا تفرق بين شرقه وغربه بشرط تعامل هذه الدول بالمثل». وتوقع القيادي البرلماني اليمني في ختام حديثه مع «المدينة» ان تتيح قمة مكة الفرصة للاخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية الالتقاء بأخيه خادم الحرمين الشريفين المللك عبدالله بن عبدالعزيز، على هامش القمة للمناقشة والوقوف على مختلف القضايا الثنائية التي تهم البلدين والشعبين الشقيقين.