شدد مراقبون على أن القمة الإسلامية الاستثنائية التي تعقد في مكة يوم الثلاثاء المقبل بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تكتسب أهمية خاصة فى ظل الظروف والتحولات التي تشهدها عدة دول إسلامية ، الأمر الذي يتطلب جهودا مكثفة لمناقشة الموضوعات المدرجة علي جدول أعمال القمة التي تستمر يومين . وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح إن الشعوب الإسلامية تنتظر من قمة مكة معالجة العديد من القضايا التي تواجه الدول الإسلامية خاصة العربية ، ومنها القضية الفلسطينية وما يحدث من انتهاكات إسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وسورية حاليا الأمر الذي يتطلب اتخاذ موقف موحد تجاه الأحداث في سورية بما يؤدى إلى الحفاظ على الشعب السوري بعد أن أصبح المخطط إضعاف سورية، ومحاولات إضعاف العرب ككل . وأكد أن انعقاد القمة الإسلامية الاستثنائية في هذه الأجواء والظروف يقتضي توفير الإمكانات والقدرات على إيجاد مخارج وحلول مطلوبة لمساعدة الشعب السوري في الخروج من محنته التي يعانى منها منذ أكثر من عام ونصف العام . وقال مفتي مصر الأسبق نصر فريد واصل إن شعوب الدول الإسلامية تنتظر من قادتها في قمة مكة الاستثنائية أن تلعب دورا فاعلا مع المجتمع الدولي لحماية الأقليات المسلمة التي تتعرض للاضطهاد والتطهير العرقي كما يحدث في ميانمار التي انتهكت غالبيتها البوذية بمعاونة الجيش النظامي حقوق المسلمين فقتلوا واغتصبوا وشردوا منهم الآلاف طوال تاريخ طويل من الصراع وضياع الهوية. نصر فريد واصل ومشكلة مسلمي ميانمار الذين يطلق عليهم "الروهينجيا" هم مواطنون مسلمون في منطقة تعرف باسم أركان كانت في الماضي سلطنة إسلامية مستقلة لها علاقات تجارية خارجية شأنها شأن سلطنات الملايو أو سلطنة بروناي ، ثم اجتاحتها بورما المعروفة الآن باسم ميانمار وضمتها إلى أراضيها واليوم لا تريد أن تعترف بسكانها كمواطنين للدولة بل وتعتبرهم أجانب مقيمين إقامة غير شرعية . من جانبه قال نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط علي حسن إن واقع عدد من الدول الإسلامية وخاصة الدول العربية سواء في فلسطين أو العراق أو سورية أو لبنان واليمن وصولا إلى الصومال وأوضاع أفغانستان يستلزم من القمة الاستثنائية التصدي للأوضاع الصعبة التي أصبحت على فوهة بركان وباتت الأخطار تحدق بالأمة العربية والإسلامية المهددتين عبر المشروعين الإسرائيلي والإيراني، اللذين يستهدفان أمن الدول الإسلامية وخاصة العربية بشكل مستمر عبر التدخل في شؤونه الداخلية. وثمن حسن مبادرة خادم الحرمين بحملة تبرع شعبية للشعب السوري، والتي لم يقل إنها لطرف دون طرف آخر من طرفي الأزمة، وإنما هي حملة تبرع للشعب السوري الذي يكتوي بنار المواجهات أو حالة الاحتراق التي تحدث منذ سنة في سورية، وأكد خادم الحرمين أن هذه التبرعات ليست من أجل الحرب أو المواجهة، وإنما من أجل نجدة جميع السوريين دون استثناء وهي محاولة لعلاج الجرح الذي ينزف يوميا.