«التضامن الاسلامي».. شعار ترفعه قمة مكة الإسلامية الاستثنائية التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في محاولة حثيثة للخروج بموقف إسلامي موحد تجاه الأزمات التي يواجهها العالم الإسلامي في ميانمار وفلسطين وسوريا. موقف موحد يرفع الظلم عن شعوب تلك البلدان الإسلامية الثلاث التي تعاني كافة أنواع الانتهاكات والمجازر والتهجير والتي تشكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان. وفي تعليقه على القمة، قال المحلل السياسي حسن شلحة: ترفع قمة مكة الإسلامية الاستثنائية شعار التضامن عنوانا لها وهو شعار لم يأت صدفة أو في قرار متسرع بقدر ما جاء كحاجة إسلامية ملحة تتطلبها الأزمات والقضايا الساخنة التي تعصف بالأمة الإسلامية من كل حدب وصوب. ثلاثة ملفات تناقشها قمة مكة الإسلامية يجمعها واقع واحد من ميانمار إلى فلسطين وسوريا ثلاث أزمات تختصر بعنوان واحد وهو التجاهل الدولي للمآسي التي تعيشها شعوب تلك البلدان الثلاثة. في ميانمار حيث خمسة ملايين مسلم باتوا اليوم لا يتجاوزون المليون بسبب المجازر وآلة القتل هناك وكل ذلك يجري والعالم صامت عاجز فيما في فلسطين حيث القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية الجرح ما زال نازفا والقرارات الدولية ذات الشأن لا تلتفت إليها إسرائيل وكل الشكاوى إلى مجلس الأمن لإدانة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني تجابه بالفيتو الأمريكي، أما في سوريا وهنا القصة الكبيرة حيث عمليات القتل والاغتصاب والهدم والتهجير باتت فعلا يوميا والعالم ما زال صامتا والدول الكبرى تتلطى خلف الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن، تتلطى خلفه لتخفي عجزها أو ربما عدم رغبتها بإحقاق مطالب الشعب السوري بالحرية والعدالة. ثلاث أزمات إسلامية يدير لها العالم ظهره فشعار الأقليات وحمايتهم لم يعد مطلبا عالميا في ميانمار وحق الإنسان بالاستقلال لم يعد قاعدة في فلسطين الدولة الوحيدة المحتلة في العالم واستعمال سلاح الطائرات لضرب الآمنين لم يعد خطا أحمر في سوريا. على خلفية كل ذلك تأتي قمة مكةالمكرمة الإسلامية استثنائية من حيث انعقادها والدعوة إليها واستثنائية أيضا من حيث التحديات التي تواجهها، فهي مطالبة بتبني تلك الملفات الثلاثة والتوجه بها إلى المجتمع الدولي عبر التأكيد على أن مصالح هذا المجتمع مع العالم الإسلامي مهددة إن لم تجد هذه الملفات الثلاثة طريق الحل. إن قمة مكةالمكرمة الإسلامية مطالبة بتوجيه رسالة موحدة قوية إلى العالم مفادها أن المجازر بحق شعب ميانمار يجب أن تتوقف نهائيا وأن القضية الفلسطينية يجب أن تعالج بروح العدالة لا التمييز وأن الجرح السوري بات لعنة بوجه أخلاقيات العالم ويجب وضع حد له. إن الشعوب الإسلامية ضاقت ذرعا بما يحصل وتحتاج إلى موقف قيادي إسلامي يعيد إليها الاعتبار ولا يكون ذلك إلا عبر التضامن الإسلامي وفي التضامن قوة.