أبدت تونس تفاؤلها بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- إلى عقد مؤتمر قمة التضامن الإسلامي في مكةالمكرمة يوميْ الثلاثاء والأربعاء المقبلين. ووصف رئيس الحكومة التونسية، حمادي الجبالي، دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد هذا المؤتمر بأنها دعوة كريمة ذات دلالات إسلامية خيِّرة وأبعاد سياسية عميقة. وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية «إن هذه الدعوة الكريمة تأتي لتدعيم تمسك الأمة الإسلامية بدينها الحنيف وإعادة اللُحمة إلى شعوبها وتعزيز التضامن العربي والإسلامي في عالم تحكمه التوترات والصراعات». وعبر عن إدانة بلاده للعنف الذي يتعرض له الشعب السوري من قِبل النظام الحاكم الذي ترى ضرورة رحيله مع العمل من أجل انتقال سلمي للسلطة. كما ندد بالانتهاكات المتواصلة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وأعمال التهويد الممنهجة لمدينة القدس والتطهير العرقي الذي يتعرض له المسلمون في ميانمار، معبراً عن أمله في أن تكلل أعمال القمة الإسلامية بالنجاح لما فيه خير الأمة الإسلامية. في سياقٍ متصل، أشاد عدد من الكتّاب والصحفيين التونسيين بدعوة خادم الحرمين الشريفين إلى عقد مؤتمر التضامن الإسلامي بمكةالمكرمة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، مؤكدين ما يحمله زمان ومكان انعقاد المؤتمر من دلالات لدى المسلمين. ونوّهوا، في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية، بحرص خادم الحرمين الشريفين على التضامن الإسلامي ومعالجة قضايا الأمة الإسلامية وتوحيد صفوفها في مواجهة قضاياها المصيرية، مؤكدين أن المؤتمر ينعقد في ظروف دقيقة تحتاج الأمة الإسلامية فيها إلى اللُحمة وجمع الكلمة. ورأى رئيس تحرير صحيفة «الصباح» التونسية، محسن الزغلامي، أن مؤتمر التضامن الإسلامي يستقي أهميته من أبعاد يختزلها مكان وزمان انعقاده. وقال «إن عقد قمة إسلامية في شهر رمضان المبارك بل وفي العشر الأواخر منه تحديداً وفي مكةالمكرمة أطهر بقاع الأرض على الإطلاق، يعني أن المدعوين إلى هذه القمة من زعماء الدول الإسلامية سيشعرون بالضرورة بدلالات هذا الاختيار الزماني والمكاني، ومن ثم سيعملون على أن تكون قمتهم في مستوى الحدث وفي مستوى هذه المبادرة الكريمة والمسؤولة من طرف المملكة العربية السعودية». وأوضح أن هذا المؤتمر المهم الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين فضلاً عن أنه يأتي في وقته المناسب، فإنه سيكون بمثابة الحدث المهم والكبير في مسار التصحيح والتدارك، وسيساعد على تذكير كل الأطراف بمسؤولياتها الإسلامية والأخلاقية والحضارية حتى تتحملها كاملة في هذه المرحلة الصعبة في تاريخ الأمة. من جهته، عدّ الكاتب التونسي ورئيس تحرير مجلة دراسات دولية، كمال بن يونس، عقد مؤتمر قمة التضامن الإسلامي في المملكة خلال شهر رمضان المبارك في خضم التطورات المتلاحقة عربياً وإسلامياً، مبادرةً تاريخية إيجابية جديدة لمحاولة رص الصفوف وتوحيد كلمات صناع القرار السياسي. وقال «تراكمت مظاهر التشرذم عربياً وإسلامياً وتضاعفت حدة الأخطار التي تحدق بدولنا وشعوبنا ومجتمعاتنا، وتنوعت التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية والثقافية، وبات رفعها واجباً لاسيما من خلال تفعيل آليات الحوار في العالم الإسلامي بجوار البقاع المقدسة وقبلة المسلمين». وأكد أن القمة الإسلامية فرصة للتضامن الإسلامي وبناء وتطوير علاقات جديدة توفق بين منطقي تقاطع المصالح وواجب مراعاة خصوصيات كل بلد. أما مدير عام صحيفة الصريح التونسية صالح الحاجة، فقال «إن المؤتمر الإسلامي ستكون له أهمية كبيرة وسيُسهم في تنقية الأجواء بين الدول العربية والإسلامية، ويؤكد معاني التضامن الإسلامي ويبرز مدى أهمية ذلك التضامن». وعبّر الحاجة عن ثقته في أن الرسالة الإسلامية لخادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية من خلال الإشراف على هذا المؤتمر لا تتوقف عند عملية التنظيم فحسب، بل تقترن بخطوات عملية وأفعال خيّرة تصبّ في صالح الأمة الإسلامية، خاصة أن المملكة لها وقع وحضور ومكانة في مختلف المحافل الدولية.