مساء يوم الأربعاء الماضي ذلك اليوم العظيم عند السعوديين؛ طبعاً لأن الموظفين المساكين استلموا فيه الرواتب! المهم مساء ذلك اليوم اتصل (المُوَاطِن صَالِح) اللي تعرفون براءته صارخاً في وجهي : يا هَذا أرجوك تَكْفَى الفَزعَة؟! بَادرته: هَدّئ من رَوْعِك وصَخَبِك, المفروض إنك اليوم فَرْحَان ومبسوط فالراتب المبجّل دخَل الحِسَاب؟! وهنا زمْجَرَ في وجهي عن أَيِّ سعادة تتحدث؟! راتبي الغَلبان فقط ( 4000 ريال) ؟! قاطعته ما شاء الله أنت إذن تَسْتَلِم (حَافِزَيْن) بدون تحديث بيانات؛ لا وراتبك -اللهم لا حَسَد - أكثر من مَعَاش غَالب المتقاعدين، إِبْسِطْ يَا عَمّ! فردّ ب (جَلافَة) يا شِيخ بَسْ اِنْطَم؛ الحقيقة إنّ راتبي ( سَالب 500 )، وأنت تَتَشَدّق: اِنسَ الهَمّ! قلت له كِيف؟ اشرح لي يا أبو العُرّيف! تَنْحْنَح، وشَرَح: قِسْط قرض البنك ( 1900 ريال)، وإيجار شقتي الصغيرة (1500)، وقسط شَركة الأدوات الكهربائية (600)، وفاتورة الكهرباء اللي تنقطع كل يوم (300)، ولسَوّاق وَايت الماء عندي (200)!! يعْنِي ياهُوووه: راتبي (سَالِب 500 ريال)؛ هَيّا هَاتِ الحَلّ ؟! يا نَاس بَلَاش عِيْد وفَرَح ومَلابس؛ لكن كيف آكل وأَشْرَب أنا والحَيْزَبُون زوجتي؟! كيف نَعِيْش؟! فَكّرت وفَكّرت: فقلت له خُذ الحَلّ: (التَسَوّل) فَسُوق هذه الصنعة مِيْه مِيْه في رمضان مجرد شوية تَنَكر وأَبْشِر بالخير، ولا تَخَف الجماعة في (مكافحة التسَوّل) ما عِنْدك أَحَد، !! صاح أرجوك لا تسخَر مني، قلت طيب ما رأيك أيها (المُوَاطِن صَالِح) ب ( غَسْل السيارات) مهنة شريفة، وفيها دَرَاهِم خاصة عند الأسواق الكبيرة؟! ارتفع صوته: حَرام عليك (أغَسّل سَيارات) ! فأجبته بِحِدّة: بصراحة اسأل (المالية والخدمة المدنية)، يا أخي ما صَارت في كلّ الدنيا، ما فيه أحد ( راتبه سَالِب 500 )! يَا ( مُوَاطِن صَالِح) مَالِك حَلّ، وما فِيْك حَلّ ( فَالِك البِيْرَق)، وسَلامتك! [email protected]