مضت أيام سابقة كان النقاش فيها كبيرًا حول القزع وخاض فيه من خاض، والحقيقة أن القزع ظاهرة استشرت في الملاعب، وقد كتبت أكثر من مرة عن أهمية التوعية في الأندية لمثل هذه الظاهرة وغيرها ولكن لم تجد تلك الكتابات أي اهتمام، ولتوضيح حكمه الشرعي نستأنس بفتوى الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله عندما سئل عنه فأجاب بقوله: القزع هو حلق بعض الرأس وترك بعضه وهو أنواع: النوع الأول: أن يحلق بعضه غير مرتب فيحلق مثلًا الجانب الأيمن ومن الناصية ومن الجانب الأيسر الرأس، والنوع الثاني: أن يحلق وسطه ويترك جانبيه والنوع الثالث: أن يحلق جوانبه ويترك وسطه قال ابن القيم كما يفعله السفل والنوع الرابع أن يحلق الناصية ويترك الباقي ويضيف الشيخ العثيمين والقزع كله مكروه لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيًا حلق بعض رأسه فأمر أن يحلق كله أو أن يترك كله لكن إذا كان قزعا مشابها للكفار فإنه يصبح محرمًا لأن التشبه بالكفار محرم قال صلى الله عليه وسلم (من تشبه بقوم فهو منهم) انتهى كلامه، ولهذا فإن القصات الغريبة التي تظهر على بعض اللاعبين هي من التشبه بغيرهم والأفضل أن يبادروا بحلاقتها حلاقة ليس فيها محذور شرعي،وقد لفت نظري كذلك مع ظهور الحديث عنها هذه المرة بتوسع عندما تم معالجتها في الملاعب بأسلوب تذمر منه الإعلام الرياضي والمشاهدون فإني رأيت أن أدلو بدلوي في هذا الجانب، لاسيما ما حدث من تشهير باللاعبين في الملعب وقص الشعر أمام الملايين من الناس وهو من التشهير بهم وقد نهى الشارع الحكيم عن التشهير. وإن الناظر لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرى أن مسألة التشهير قد جعلت في أضيق الحدود وفي أحلك الظروف، فلم يكن التشهير من الإسلام في كثير ولا قليل، بل جاء بالضد وهو الستر كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:(من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة) فلهذا الستر مطلوب خصوصًا ممن يحتاج إلى التوعية والتوجيه والنصح وحري بإدارات الأندية أن تقيم لقاءات توجيهية للاعبين في هذا الجانب والجوانب الأخرى وتكون مدعومة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب في كل الألعاب وكذلك من الاتحادات الرياضية وبالنسبة للعبة كرة القدم يكون دور كبير لرابطة المحترفين بالأندية نسأل الله أن يأخذ بأيدي الجميع لكل خير.