نشرت صحيفة الغارديان مقالاً للكاتب جوناثان فريلاند بعنوان ( المعركة في سوريا هي معركة الشرق الأوسط بأكمله ) ، حيث يقول كاتب المقال ( إنه عند سقوط الأسد فإن المنطقة ستخسر ديكتاتوراً قاسياً وحليفاً لإيران ، وبذلك قد ترسم نهاية ثقافة سياسية في المنطقة ) . كما يقول في ختام مقاله ( إن سوريا على المحك .. والآتي غير واضح نظراً لإختلافات وانقسامات المعارضة ) . وأعتقد أن ماذكره الكاتب شيء حقيقي فالمعركة التي تجرى اليوم في سوريا لاتخص السوريين فقط بل تخص الأمة الإسلامية أجمع، فالجيش الحر والشعب السوري يعملان على القضاء على هذا النظام الظالم الجائر والذي يستعين تارة بالجيش الإيراني وتارة بحزب الشيطان في لبنان، وعلى الرغم من تقديم أمريكا العراق كهدية ثمينة إلى إيران لتكوين الهلال الشيعي، وإبقائها نقطة ساخنة في المنطقة من خلال مواصلة الاضطرابات فيها ، فإن قطع هذا الهلال بتغيير النظام في سوريا سيكون ضربة موجعة لكل أعوان النظام ، وفي نفس الوقت سيعيد توازن القوى في المنطقة من ناحية، ويزيد من نسبة الاستقرار فيها . لايخفى على الجميع العلاقات الخفية الموجودة بين إسرائيل ومكونات هذا النظام ، وعلى الرغم من التهديدات المتبادلة بين الطرفين ، إلا أننا لم نسمع في يوم ما أن طلقة واحدة إنطلقت من الجولان أو الحدود السورية على إسرائيل ولعل في هذا الأمر مصالح مشتركة غير معلومة ، بل حتى مايحدث من ردود فعل من قبل الصين والروس فهو ليس أكثر من تبادل أدوار لتحقيق مصلحة واحدة وهي حماية إسرائيل ، وهذا يفسر التعثر المتواصل لكل الجهود الدولية منذ أكثر من 14 شهراً للقضية السورية . فالمعركة كما ذكر الكاتب ليست معركة ضد النظام الظالم في سوريا فقط بل معركة الشرق الأوسط بأكمله ضد حلفاء تربطهم مصالح مشتركة . [email protected]