شهدت دمشق وريفها أمس الأربعاء اشتباكات بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين تلتها حملة مداهمات واعتقالات واسعة بينما يتركز القصف على أحياء مدينة حمص (وسط) الخارجة عن سيطرة النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وسقط تسعة قتلى على الأقل في أعمال عنف في مناطق مختلفة في سوريا. وفيما فشل رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبدالباسط سيدا في إقناع المسؤولين الروس الذين التقاهم أمس في موسكو بوقف دعمهم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يشترط المجلس تنحيه قبل البحث في أي مرحلة انتقالية. نقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية عن مساعد مدير الجهاز الفيدرالي للتعاون العسكري فياتشيسلاف دزيركالن قوله: إن روسيا ستواصل تسليم سوريا أنظمة مضادات جوية. وقال سيدا للصحافيين عقب انتهاء محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «أؤكد باسم كل المعارضة الشعبية في سوريا أن الحوار غير ممكن ما لم يرحل الأسد. لكن روسيا لها رأي آخر». وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس ورئيسه السابق برهان غليون «لم نلاحظ تغيرات في الموقف الروسي. كنت هنا قبل سنة والموقف (الروسي) لم يتغير». وأوضح منذر ماخوس، العضو في المجلس، «تباحثنا في الموقف الروسي ونحن نتفهم موقف (المسؤولين الروس) بشكل أفضل. لكن موسكو لم تغير موقفها وهي تعتقد أن الأسد لا يزال يحظى بدعم غالبية الشعب السوري». وكان سيدا وصف في مستهل المباحثات مع لافروف ما يجري في سوريا بأنه «ليس مجرد خلاف بين المعارضة والحكومة، بل ثورة»، معتبرًا أنه يشبه «ما شهدته روسيا عند انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991 عندما سارت على طريق الديموقراطية». وقال لافروف قبل الاجتماع: على إنه يريد اغتنام الفرصة «ليوضح مرة أخرى» موقف موسكو من الأزمة السورية والداعي إلى «الحوار» بين أطراف النزاع. وشدد على «ضرورة وقف العنف بجميع أشكاله من جميع الأطراف بأسرع وقت يمكن»وفتح»حوار بمشاركة الحكومة ومجموعات المعارضة»، من أجل «الاتفاق على عناصر ومهل العملية الانتقالية». وبعد وقت قصير على انتهاء المحادثات، أعلنت موسكو أنها ستواصل تسليم الحكومة السورية أنظمة مضادات جوية. ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس عن مساعد مدير الجهاز الفيدرالي للتعاون العسكري فياتشيسلاف دزيركالن قوله «سنواصل تطبيق عقد تسليم أنظمة مضادات جوية»، مشيرًا إلى أنها معدات «ذات طابع محض دفاعي». ووافقت مجموعة العمل الدولية حول سوريا التي تضم الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي وتركيا ودولاً تمثل الجامعة العربية في 30 يونيو في اجتماع عقدته في جنيف على مبادىء مرحلة انتقالية في سوريا تنص خصوصًا على تشكيل حكومة تضم وزراء من الحكومة الحالية ومعارضين. إلا أن المعارضة السورية أعلنت رفضها البحث في أي عملية انتقالية قبل تنحي الأسد. وقدمت موسكو الثلاثاء إلى الأعضاء ال14 في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يمدد لمدة ثلاثة أشهر مهلة التفويض المعطى لبعثة المراقبين الدوليين الموجودة في سوريا بقرار من مجلس الأمن للتحقق من وقف لاطلاق النار أعلن في 12إبريل ولم يتم الالتزام به. ولا يلحظ المشروع الروسي على فرض أي عقوبات. وتنتهي في 20 يوليو مهلة مهمة المراقبين.