وصلت محادثات المعارضة السورية مع روسيا بشأن إمكانية حدوث انتقال سياسي في دمشق الى طريق مسدود اليوم الاربعاء في حين قال زعيم معارض ان سياسات موسكو تساعد على استمرار اراقة الدماء في البلاد. واشترطت المعارضة السورية لبدء محادثات مع حكومة دمشق تخلي الاسد عن السلطة. لكن روسيا قالت ان هذا غير مقبول وليس جزءا من خطة سلام دولية وضعها كوفي عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية. وانتقد عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري، ابرز مجموعات المعارضة السورية في الخارج، علنا الاربعاء دعم روسيا للرئيس السوري بشار الاسد، بعد محادثات في موسكو لم تفض الى احراز اي تقدم. وقال سيدا للصحافيين عقب انتهاء محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "اؤكد باسم كل المعارضة الشعبية في سورية ان الحوار غير ممكن ما لم يرحل الاسد. لكن روسيا لها راي اخر ...". وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس ورئيسه السابق برهان غليون "لم نلاحظ تغيرا في الموقف الروسي. كنت هنا قبل سنة والموقف (الروسي) لم يتغير". واضاف سيدا خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه لافروف "نرفض السياسة الروسية - ايا كانت مسمياتها - لأن هذه السياسة الداعمة للنظام تتيح استمرار العنف". واوضح ان "الشعب السوري لا يزال يعاني بسبب موقف روسيا في مجلس الامن الدولي حيث استخدمت موسكو حق الفيتو" لعرقلة مشروعي قرار ضد النظام السوري. وتابع "نتيجة لذلك تستمر اعمال القتل والقصف ويستخدم النظام السوري الاسلحة التي سلمتها روسيا له لقمع شعبه". وقال عبد الباسط سيدا انه حاول اقناع سيرغي لافروف بأن ما يجري في سورية "ليس مجرد خلاف بين المعارضة والحكومة، بل ثورة"، معتبرا انه يشبه "ما شهدته روسيا عند انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991 عندما سارت على طريق الديموقراطية". وحاول قيادي معارض اخر هو ميشال كيلو توجيه رسالة مماثلة في موسكو الاثنين داعيا روسيا الى المساهمة في "استقرار الوضع" في سورية. غير ان لافروف اكتفى الاربعاء بتكرار الموقف الروسي القائل بضرورة بذل كل ما يمكن لبدء "حوار بمشاركة الحكومة ومجموعات المعارضة كافة يقرر فيه السوريون بأنفسهم مصير بلادهم، ويبدأون بالاتفاق على عناصر ومهل العملية الانتقالية". وروسيا حليفة لنظام دمشق منذ الحقبة السوفياتية وتزوده بالاسلحة، لكنها استقبلت مؤخرا عددا من كبار قادة المعارضة السورية، بعد مؤتمر "اصدقاء سورية" الاسبوع الماضي في باريس الذي قاطعه الروس والصينيون. واعرب لافروف عن ارتياحه ل"امكان اجراء محادثات مباشرة" مع سيدا "في هذه المرحلة الحاسمة بالنسبة الى سورية"، قبل ان يشدد على انه يريد اغتنام الفرصة "ليوضح مرة اخرى" موقف موسكو من الازمة السورية داعيا الى "الحوار" بين اطراف النزاع. وتضطلع روسيا حليفة دمشق بدور اساسي في الملف السوري، وهي تعرقل اي قرار في مجلس الامن يمكن ان يندد بالقمع في سورية وترفض التوقف عن دعم نظام الرئيس بشار الاسد على الرغم من الانتقادات الدولية. وبعد وقت قصير على انتهاء المحادثات، اعلنت موسكو انها ستواصل تسليم الحكومة السورية انظمة مضادات جوية. ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن مساعد مدير الجهاز الفدرالي للتعاون العسكري فياتشيسلاف دزيركالن قوله "سنواصل تطبيق عقد تسليم انظمة مضادات جوية"، مشيرا الى انها معدات "ذات طابع محض دفاعي". واعتبر خبراء روس في حزيران/يونيو بعد اسقاط طائرة اف-4 تركية قبالة السواحل السورية ان الحادث يثبت فعالية انظمة المضادات الجوية الروسية التي تجهز بها سورية. واوضح دزيركالن ان روسيا ستستمر في الالتزام ب"العقود المبرمة اعتبارا من 2008 حول تصليح مروحيات" سلمت لهذا البلد. واكد المسؤول ان موسكو من خلال هذا السلوك لا تنتهك"ايا من التزاماتها الدولية". واوضح عبد الباسط سيدا انه طرح السؤال المتعلق بالاسلحة الاربعاء. واضاف ان "الرد هو الآتي: اتخذ القرار بوقف عمليات تسليم الاسلحة التي يمكن ان تستخدم لهدف آخر غير الهدف المحدد لها".