لا أدري كَمْ سيارة إسعاف للهلال الأحمر السعودي، وبالتالي لا أعلمُ كَمْ سائقاً يقودها، لكنّ هناك شيئاً لا يُصدّق، هذه السيارات تسير بلا تأمين !! والسائقون هم مَنْ يدفعون ثَمَن إصلاحها، إذا تعرضتْ لحادث مروري !! فقد روى أحد سائقي هذه السيارات أنه «بعد أن تسبب في حادث، وهو ينقل مصاباً، طُولِبَ بدفع تكاليف إصلاح السيارة» فيما روى آخر» أقوم بقطع إشارة المرور، وأنا أعلم أن الدقيقة والدقيقتين، تفرق في إنقاذ حياة المصاب، وبالتالي فأنا أخاطر بنفسي، وبسيارة الإسعاف، من أجل إنقاذ حياة الناس، وبالتالي فأنا بين ناريْن: نار السرعة، ونار إنقاذ حياة المصابين»(صحيفة الشرق،29 ربيع الأول 1433ه، الصفحة الأولى). السؤال الآن: كيف يُكَلّف هؤلاء السائقون بما لا يطيقون، إذا كان النظام- وَفْقاً للناطق الإعلامي لمرور المنطقة الشرقية (المقدم علي الزهراني)-» يسمح لسائقي سيارات إسعاف الهلال الأحمر بقطع إشارة المرور» لكن العجب العُجاب يكمُن في إجابة المدير العام للهلال الأحمر في المنطقة الشرقية ( عبد الله العامر)» صحيح سيارات الهلال الأحمر، لا يوجد لديها تأمين»!! ما العمل في هذه الحالة ؟ السائق لا بد أن يدفع ثَمَن إصلاح السيارة إذا تعرضت لحادث، أثناء نقل المصاب، هل هذا منطق ؟ تسأل الرجُل فيجيب» هناك تفصيل في هذا الأمر، ويخضع لتقرير المرور، ونسبة الخطأ الوارد في التقرير». كم راتب سائق سيارة إسعاف الهلال الأحمر؟ بالتأكيد لن يكون عشرة آلاف ريال، هذا مجرد افتراض بوسع الهلال الأحمر، أن ينفيَه أو يؤكدَه، وحتى ذلك الوقت: كان الله في عوْن هؤلاء السائقين، حين يعودون إلى بيوتهم، وهم أحياء يتنفسون الصُّعَداء، ليجدوا أطفالهم يسألونهم: هل عدتم يا آباءنا ؟ متعنا الله بحياتكم، لنأكل من أيديكم ، لقمة مغموسة بالأمل والرجاء. هؤلاء أمانة في عنقك يا سمو الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز ( رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي) وأنا أثقُ أنك ترعى الأمانة، والمؤمل أنْ تُحَسِّن أوضاع هؤلاء السائقين، وفّقَك اللهُ وأعانَك. [email protected]