أتناول اليوم بعض التعليقات التي طرحها القرّاء الكرام على مقالي بعنوان: "المتقاعدون والحياة"، 14/04/2012. والذي جاء تعقبيًا على رسالة من أحد المتقاعدين، يسألني فيها أن أكتب عن معاناتهم، باعتباري واحدًا منهم. - أولها تعليق القارئ (خالد الصياد - أبوبندر)، الذي يرى أن أنظمة التقاعد "مُجحفة" وقد عفا عليها الزمن، فهي "لم تساير أمور الحياة الراهنة، وغلاء معيشتها. فكيف نعيد صياغتها، ونجعلها تتماشى مع واقع الحياة التي نعيشها"؟ فالمتقاعد عندنا "يُصارع الحياة من أجل البقاء، والعيش على الكفاف بما تبقى له من العمر، وإن صار إلى رحمة الله، واجه الورثة مصاعب أخرى مع مصلحة المعاشات والتأمينات الاجتماعية حتى يتلاشى الراتب التقاعدي مع عمل الأبناء، أو زواج البنات، وتبقى الزوجة تصارع الغلاء، وتقنع مرغمة بالعيش على الفتات"، وأن من حق المتقاعد "أن تُكفل له ولأسرته حياة كريمة أثناء تقاعده، وبعد وفاته، وأن يعيش حياة كريمة وهانئة". - أمّا القارئ (عليان السفياني الثقفي) فيقول: إن المتقاعد "يفقد أكثر من ثلث الراتب، وخاصة العسكريين"، وبأنه "لو حاول بما لديه من خبرات أن يعمل في القطاع الخاص، فلن يعطيه أحد الفرصة ولا يحلم؛ لأن العامل الوافد موجود، ومسيطر، ويملك معظم المحلات". والحل، كما يقول: "أن يستفيد المتقاعدون من التوسعة الجديدة في الحرم، ويعبدوا الله حتى يأخذ الله وداعته"؟! - بينما يرى القارئ (مسعد الحبيشي) أن "رواتب المتقاعدين، ورواتب التأمينات، ورواتب القطاع الخاص الخاصة بحراس الأمن، وكل الوظائف متدنية الرتبة والدرجة والراتب.. ونتمنى أن يتم زيادة الضمان الاجتماعي، ورواتب المتقاعدين المتدنية رواتبهم، ورواتب التأمينات في أقرب فرصة، خاصة وميزانية الخير كانت أضخم ميزانية في تاريخ المملكة، على أن يُكَف أيدي الجشعين من التجار، ولا يستغلوا كل زيادة للرواتب والمخصصات لزيادة أسعار السلع"!! - ويري القارئ (ناصح أمين) أن المتقاعدين في بلاد الغرب يستمتعون بفترة تقاعدهم، ومنهم مَن يُسخِّرون آخر أعمارهم في الأعمال الخيرية، والنشاطات الاجتماعية "بعكس الحال عندنا، فالمجتمع هنا لا يدفعك إلاّ للجري خلف المال قبل التقاعد وبعده". - وأخيرًا يأمل القارئ (موظف مدني) أن يحيط خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله المتقاعدين برعايته "بتذليل كل الصعاب التي تواجه المتقاعدين.. برفع رواتبهم المتدنية، وتخفيض مدة العمل من 40 سنة إلى 35 سنة للمدني، ومن 35 سنة إلى 30 سنة للعسكري، ومنح البطاقة الذهبية لمَن خدمته فوق 25 سنة تتيح له تخفيضات في المستشفيات، والمدارس الأهلية، وفي الخطوط، وفي المرور، ويكون لهم جمعية تعاونية لتخفيض السلع، وأهم شيء عدم تأخير الراتب عند التقاعد". نافذة صغيرة: (التقاعد بالنسبة للموظف الحكومي مصير محتوم، يصله في نهاية مطاف حياته الوظيفية، وهي مرحلة لا تستثني إلا «أولي الهمم» الذين لا يقاعدهم عن العمل إلاّ الموت بعد أن تعجز كل الأنظمة عن إزاحتهم عن أماكنهم والتصاقهم بكراسيهم). عبدالعزيز الصويغ.