كانت بالفعل «حلقة النخبة»، تلك الحلقة التي احتضنت الأبرز شعراً وحضوراً من بين الفرسان الذين تقدموا للموسم الخامس من مسابقة «شاعر المليون». فبعد أربع جولات شملت كلاً من أبوظبي والكويت والأردن، وصل 100 شاعر فقط من أصل عدة آلاف إلى عاصمة الشعر، ومن ال 100 انتقل فقط 48 شاعراً إلى منافسة حاسمة، سواء أهّلتهم اللجنة أو صوّت لهم الجمهور، والمثابرون منهم وصلوا إلى مرحلة ال 24، والمجدّون انتقلوا إلى مرحلة ال12، فيما لم يبق في مرحلة ال 6 التي بدأت ليلة الثلاثاء الماضي إلا مجموعة فريدة، لتلقي أجمل ما لديها، فأسرت من أسر من الجمهور، واستنطقت أعضاء لجنة التحكيم ليقولوا كلمات أقلها: «جميل ورائع». من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، وبحضور محمد خلف المزروعي عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وحشد من الأدباء والشعراء، ارتفع صوت أرق وأعذب من المتخيل، وأقوى وأصلب من المتوقع، وذلك خلال أمسية كانت متميزة نقلتها قناة شاعر المليون وقناة أبوظبيالإمارات. لم يكن وحدهم الشعراء متأهبون فالجمهور الذي ملأ المدرجات كان متأهباً أيضاً لدرجة أن بعض أفراده حمل صور من يتمنون له تسلّم البيرق من شاعر الموسم الرابع ناصر العجمي. وأطلت الدكتورة نادية بوهنّاد من استوديو التحليل لتؤكد أنه ليست لديها ملاحظات على المتسابقين، لأنها -وكما قالت- إنهم تجاوزا كل ما نبهتهم إليه وإن بعضهم تطور أداؤهم وحضورهم على الخشبة. قبل أن تبدأ أحداث الحلقة ال 13 من «شاعر المليون» أعلن حسين العامري عن الفائزين من بين الشعراء الخمسة الذين انتظروا أسبوعاً كاملاً ريثما يصوّت الجمهور لصالح اثنين منهم، فتأهل الإماراتي راشد الرميثي وتبعه السعودي سيف السهلي وأما بقية الشعراء فقد ودعوا المسابقة والجمهور، لكنهم لم يخرجوا من قلوب متابعي مسيرتهم، وهذا ما شهدت لهم به لجنة التحكيم المكونة من الدكتور غسان الحسن وسلطان العميمي وحمد السعيد. وعلى مسرح شاطئ الراحة ومع اكتمال عدد لآلئ العقد وقف من الإمارات أحمد المنصوري وراشد الرميثي، ومن الكويت بدر المحيني العنزي، ومن السعودية سيف السهلي وعبدالله بن مرهب البقمي وعلي البوعينين التميمي. لكن أول من بدأ بالشعر كان أحمد المنصوري فقدم قصيدة قال عنها الدكتور غسان الحسن أنه وجد فيها الكثير من الجمال وجاءت مدروسة. ثم ألقى الكويتي بدر المحيني نصاً بابتسامة لا تفارق وجهه، قال عنه سلطان العميمي إنه نص يدل على أن الشاعر يحمل الكثير من جنون الشعراء والمحبين. ثم جاءت مواويل الشاعر السعودي عبدالله بن مرهب البقمي على طرق المنكوس وحملت مفردات وصور وتشبيهات قلما يأتي الشعراء بها، وأشار حمد السعيد إلى أن ما قدمه الشاعر إنما هو تكملة لما جاء به في نص سابق ثم وصف مدخل القصيدة بأنه جميل جداً. وأهدى الشاعر السعودي علي البوعينين التميمي قصيدة «أنا العنوان» إلى والده، واعترف الدكتور غسان الحسن أن البوعينين يدهشه دائماً وأكمل إدهاشه في هذا النص. أما الإماراتي راشد الرميثي فتوقف عند عروس الشعر وألقى نصه «نُصير الشعر»، وأشار سلطان العميمي إلى أن القصيدة جاءت في ثلاث كتل كل كتلة لها ثقلها الشعري وفكرتها. وكان سيف السهلي آخر الشعراء فألقى نصاً واقعياً لكنه حلو كما وصفه حمد السعيد. ومن القصائد انتقل فرسان الشعر إلى الجزء الثاني من الأمسية وهو الخاص بالارتجال، وأنهى الشعراء المجاراة، وأبدت لجنة التحكيم إعجابها بما كتبه الشعراء في مجاراتهم. وأما الدرجات المخصصة للجنة فهي 60، والدرجات المخصصة للجمهور فهي 40، لكن حلقة ليلة الثلاثاء الماضي ليس فيها رابح أو خاسر، وحسب تقييم اللجنة فقد أعطت أحمد بن هياي 48 درجة وهو الذي حصل من جمهور المسرح 34%، كما حصل سيف السهلي وعلي البوعينين وراشد الرميثي من اللجنة على 58 درجة، وهي ذات الدرجة التي حصل عليها بدر المحيني الذي منحه جمهور الموقع 34% ، وجمهور المسرح 47 %، فيما حصل عبدالله بن مرهب على 56 درجة. ومن أجل الحلقة المقبلة طلب سلطان العميمي من الشعراء أن تكون معهم قصائدهم الحرة الوزن والقافية والموضوع.