بعد أربع جولات من مسابقة شاعر المليون شملت كلاً من أبوظبي والكويت والأردن، وصل 100 شاعر فقط من أصل عدة آلاف إلى عاصمة الشعر، ومن ال100 انتقل فقط 48 شاعراً إلى منافسة حاسمة، سواء أهّلتهم اللجنة أو صوّت لهم الجمهور، والمثابرون منهم وصلوا إلى مرحلة ال 24، والمجدّون انتقلوا إلى مرحلة ال12، فيما لم يبق في مرحلة ال6 التي بدأت ليلة الثلاثاء الماضي إلا مجموعة فريدة، لتلقي أجمل ما لديها. من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، وبحضور سعادة محمد خلف المزروعي عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وحشد من الأدباء والشعراء، ارتفع صوت أرق وأعذب من المتخيل، وأقوى وأصلب من المتوقع، وذلك خلال أمسية كانت متميزة. د. ناديا بوهنّاد أطلت من استوديو التحليل لتؤكد أنها ليست لديها ملاحظات على المتسابقين، لأنها وكما قالت إنهم تجاوزا كل ما نبهتهم إليه، وإن بعضهم تطور أداؤهم وحضورهم على الخشبة. قبل أن تبدأ أحداث الحلقة ال13 من مسابقة «شاعر المليون» أعلن حسين العامري عن الفائزين من بين الشعراء الخمسة الذين انتظروا أسبوعاً كاملاً ريثما يصوّت الجمهور لصالح اثنين منهم، فتأهل الإماراتي راشد أحمد الرميثي بدرجات وصلت إلى 60%، فيما تبعه في الدرجات السعودي سيف السهلي الذي حصل على 58%. على مسرح شاطئ الراحة ومع اكتمال عدد لآلئ العقد وقف من الإمارات أحمد بن هياي المنصوري، وراشد الرميثي، ومن الكويت بدر المحيني العنزي، ومن السعودية سيف السهلي وعبدالله بن مرهب البقمي وعلي البوعينين التميمي. لكن أول من بدأ بالشعر كان أحمد بن هياي المنصوري الذي قدم قصيدته التي تتحدث عن الشعر، ثم الكويتي بدر حمد المحيني الذي حل ثانياً في إلقاء الشعر، وكما هي عادته ألقى نصاً بابتسامة لا تفارق وجهه، وبراحة واضحة، وبثقة ممزوجة بطفولة الشاعر، بعد ذلك جاء الدور على الشاعر السعودي عبدالله بن مرهب البقمي الذي حملت قصيدته مفردات وصورا وتشبيهات قلما يأتي الشعراء بها، ومن بعده قدم الشاعر السعودي علي البوعينين التميمي قصيدة «أنا العنوان»، مهداة إلى والده، ثم الإماراتي راشد أحمد الرميثي الذي توقف عند عروس الشعر، وألقى نصه «نُصير الشعر» ، وأخيرا كان الشاعر سيف السهلي كان آخر الشعراء، فألقى نصاً واقعياً لكنه حلو كما وصفه حمد السعيد. من القصائد انتقل فرسان الشعر إلى الجزء الثاني من الأمسية، وهو الخاص بالارتجال، وقامت معايير التنافس وفق آلية شرحها حمد السعيد بقوله: سنعطي لكل شاعر بيتاً ليرتجل بيتاً على أساسه، وذلك مرتين خلال الحلقة، فالارتجال فيه جمالية، وهو يثبت قوة الشعراء، ثم إن اللجنة تريد الإثبات للمتلقي أن اختيار هذه النخبة لم يأتِ من فراغ، وستمنح اللجنة خمس درجات عن كل بيت. كانت المجاراة سباقاً مع الزمن، فكل متسابق كان مطلوباً منه أن يجاري بيتاً مكتوباً على بطاقة، وكان على المتنافسين كتابة المجاراة خلال دقيقتين، وهي من دون شك لحظات حاسمة، بحاجة إلى تركيز، وإلى جهد نفسي وعقلي، وبالتالي فإن هكذا مجاراة إنما تشكل امتحاناً صعباً لسرعة البديهة ولحسن الاختيار. أنهى الشعراء المجاراة، وأبدت لجنة التحكيم إعجابها بما كتبه الشعراء في مجاراتهم التي أكملوا فيها معنى البيت الأساس، إلا أن أحمد بن هياي المنصوري خرج عن التفعيلة. أما الدرجات المخصصة للجنة فهي 60، والدرجات المخصصة للجمهور فهي 40، لكن حلقة ليلة الأمس ليس فيها رابح أو خاسر، وحسب تقييم اللجنة فقد أعطت أحمد بن هياي 48 درجة، وهو الذي حصل من جمهور المسرح على 34%، كما حصل سيف السهلي وعلي البوعينين وراشد الرميثي من اللجنة على 58 درجة، وهي ذات الدرجة التي حصل عليها بدر المحيني الذي منحه جمهور الموقع 34%، وجمهور المسرح 47%، فيما حصل عبدالله بن مرهب على 56 درجة. ومن أجل الحلقة القادمة طلب سلطان العميمي من الشعراء أن تكون معهم قصائدهم الحرة الوزن والقافية والموضوع، شرط ألا تنقص عن 10 أبيات ولا تزيد على 15 بيتاً، بالإضافة إلى قصائد يعتبرونها أجمل ما كتبوه ليقدموها مع قصيدتهم الرئيسة، وستكون الدرجات مقسمة بين اللجنة والجمهور، حيث للجنة 60 درجة للحلقة القادمة وللحلقة التي تليها أي حلقة الإعلان عن حامل اللقب، و40 درجة للجمهور.