حسب الخبر الذي نشرته جريدة المدينة يوم الأحد الماضي، كانت تكلفة نظافة جدّة قبل 5 سنوات = 900 مليون ريال، والآن هي = 2 مليار ريال، أي زادت مليارًا ومئة مليون ريال.. فقط لا غير!. أولاً، ينبغي عليَّ أن أواسي أخي في الوطن (المليار ريال)، إذ لم تعُدْ له قيمة عظيمة كما كان في الماضي، و(معليش) يا أخي، الدنيا (كِدَهْ)، يوم لك وعشرة عليك، وعليك أن تتحلّى بالصبر، وأرجو ألاّ يُوصلك إلى شفا القبر!. وثانيًا أتساءل: هل استفدنا جيدًا من ال 900 مليون ريال السابقة؟ بمعنى هل جَعَلَت جدّة مضربًا للمثل في النظافة؟ خصوصًا في العديد من أحيائها الفرعية التي تُشكّل الجزء الأكبر من جدّة، والأكثر بُنْيانًا وسُكّانًا؟ لا شارع التحلية، أو طريق الملك، أو حي البساتين النموذجي.. المخلّفات والنفايات المتراكمة عليها، والقطط والفئران والذباب والبعوض والحشرات المتزايدة فيها، لديها جواب شافٍ كافٍ لمَن يريد الجواب!. أمّا ثالثًا وأخيرًا: ماذا عن ال 2 مليار ريال الحالية؟ خذوها عنّي وقولوها على لساني: لو لم تحدث ثورة حقيقية في آلية نظافة جدّة، واستمرّت كما هي عليه الآن، أي عربات كنس ونقل نفايات زعمت الأمانة سابقًا أنها مراقبة بالقمر الصناعي لضمان تنفيذها لعملها، بينما هي مُزوِّغة عنه كثيرًا إلاّ في أحياء ال VIP كما يُزوّغ الطُلاّب من مدارسهم، وكذلك عُمّال شركات برواتب مُتدنّية تضطرّهم إلى التسوّل وتجميع المُعلّبات لبيعها على حساب عملهم، فإنّ الأمانة تجعلنا نغبط النظافة على ملياراتها، فيا بخت النظافة.. يا بخت النظافة!!.