قتل 23 شخصًا في أعمال عنف في سوريا أمس الثلاثاء بينهم 21 في محافظة حمص التي تتعرض للقصف لليوم الثامن عشر على التوالي، في وقت شوهدت تعزيزات عسكرية جديدة تتجه نحو مدينة حمص، بحسب ما أفاد ناشطون أمس. وفيما اشترطت تونس لاستضافة مؤتمر اصدقاء سوريا المقرر الجمعة أن لا يتخذ قرارا بالتدخل العسكري في سوريا، بحسب زعيم حزب النهضة الاسلامي التونسي راشد الغنوشي. اعلنت روسيا انها لن تشارك في هذا الاجتماع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش: «لم يتم ابلاغنا لا بتشكيلة المشاركين ولا بجدول الاعمال. لكن الاهم أن الهدف الحقيقي لهذه المبادرة ليس واضحًا.. ونظرا إلى هذه الظروف، لا نرى امكانية للمشاركة في مؤتمر تونس». واضاف انه يبدو لموسكو «ان الامر يتعلق بتشكيل تحالف دولي (...) لدعم طرف في نزاع داخلي ضد آخر». وقبل ايام على الاستفتاء على الدستور الجديد، دعت احزاب علمانية مرخص لها بالعمل في سوريا إلى التظاهر امام مجلس الشعب السوري اليوم اعتراضا على الفقرة الثالثة في الدستور التي تنص على أن الشريعة الاسلامية هي المصدر الاساسي للتشريع، وتشترط أن يكون رئيس البلاد مسلما. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان «ارتفع إلى ستة عشر عدد الشهداء الذين قتلوا اثر القصف الذي تعرض له حي بابا عمرو الثلاثاء، وبينهم ثلاثة اطفال وسيدة». وكان المرصد افاد عن «قصف عنيف» استهدف «احياء بابا عمرو والخالدية وكرم الزيتون منذ الساعة السادسة صباحا لمدة ساعتين ونصف الساعة، ثم استمر القصف متقطعا بعد ذلك. وجاء في بيان آخر للمرصد أن «قافلة عسكرية ضخمة تضم 56 الية بين دبابة وناقلة جند مدرعة وشاحنة شوهدت على طريق دمشق حمص الدولي قرب بلدة قارة تسير باتجاه حمص». واكد خبر التعزيزات عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله. وقال «ان تعزيزات كبيرة تتجه إلى حمص باعداد كبيرة وتضم دبابات وناقلات جند». وأضاف أن «التعزيزات الكبيرة تجعلنا نفكر باحتمال حصول اقتحام لحي بابا عمرو». واضاف أن «تسريبات من ضباط ما زالوا في الجيش وهم موثوقون بالنسبة الينا تشير إلى احد احتمالين: اما حصول اقتحام دموي لبابا عمرو، واما تكرار ما جرى مع بابا عمرو من قصف عنيف مع غيره من الاحياء مثل كرم الزيتون والرفاعي وباب السباع والخالدية والبياضة وغيرها». ووصف العبدالله القصف على حمص أمس بانه الاعنف، مضيفا «للأسف كل يوم نقول ان اليوم هو الاعنف، لان القصف يتصاعد يوميا بشكل فظيع». ووصف الناشط عمر شاكر في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس مدينة حمص بانها «مصراتة سوريا» متحدثا عن «حصار خانق هدفه معاقبة السكان» ووضع انساني وطبي مأساوي في العديد من احياء حمص وليس فقط في بابا عمرو. وقال شاكر «الوضع سيء أكثر مما تتصور»، مشيرا إلى فقدان مادة الطحين بشكل كامل في بابا عمرو. واضاف شاكر أن «الناس هنا يتخوفون من اقتحام قريب»، غير انه رجح أن تتجنب القوات النظامية اجتياح احياء مثل بابا عمرو «حيث الشوارع الضيقة والازقة تشجع على الانشقاق». وفي ريف حمص، ذكر المرصد في بيان أن خمسة مدنيين قتلوا اثر اطلاق النار الذي تتعرض له مدينة القصير. وفي محافظة حلب، افاد المرصد عن مقتل مواطن «فجرا في اطلاق نار من رشاشات ثقيلة تعرضت له بلدة الاتارب والقرى المجاورة لها» في ريف حلب.