اتهام النظام السوري أمس الأربعاء ما أسماه بمجموعات إرهابية مسلحة بتفجير الأنبوب الذي يمد دمشق والمنطقة الجنوبية بالمازوت ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها هذا النظام المستبد إلى محاولة التمويه على جرائمه، ولن تكون المرة الأخيرة، وما يعزز ضلوع النظام باقتراف هذه الجريمة الجديدة في حق سوريا وشعبها الأبي تحليق طائرتين حربيتين فوق المنطقة قبل قصف الأنبوب، بما يؤكد على أن الجريمة من تدبير وتخطيط، وتنفيذ الأسد، وعصابته. هذا الأسلوب البالي في قلب الحقائق ومحاولة الالتفاف عليها لم يعد ينطلي على أحد، وليس بوسع أي إنسان عاقل تصديق هذا النوع من التلفيق بعد أن شاهد العالم كله حجم المأساة التي يتعرض لها الشعب السوري الصامد منذ قرابة عام، لا سيما في الآونة الأخيرة التي بلغ فيها معدل القتلى الذين يسقطون بشكل يومي قرابة 120 شخصًا، عدا مئات الجرحى والمصابين والمعتقلين بما في ذلك الأطفال والنساء والشيوخ، وبعد أن أثبتت الحقائق المفجعة على الأرض أن الجرائم التي يرتكبها سفاح سوريا وزمرته، تفوق ما جاء في تقارير الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك القتل المباشر والقتل العشوائي، وقتل الأطفال، وقتل الأطباء والمسعفين، والتعذيب البربري والاغتصاب والسحل والاختطاف، وأخذ مدنيين كرهائن، واستخدامهم كدروع بشرية، والتمثيل بجثث القتلى وحرق الجنود المنشقين أحياء، ومنع السكان من دفن قتلاهم، وحظر إمدادات الغذاء والدواء ووقود التدفئة عن المدنيين في مناطق بأكملها، ووضع مناطق أخرى تحت الحصار والتجويع، وتلويث مياه الشرب، وقطع التيار الكهربائي عن المنازل والمستشفيات، وتحويل المدارس إلى معتقلات، وقصف الأحياء السكنية ودور العبادة بما في ذلك مآذن المساجد بالأسلحة الثقيلة، وتهجير السكان إلى خارج الأراضي السورية، ودفع آخرين إلى النزوح ضمن نطاق سوريا، وملاحقة المناهضين للنظام في الخارج ومحاولة تصفيتهم، وهو ما يعتبر في العرف الدولي جرائم ضد الإنسانية لا بد وأن تنتهي بمرتكبيها إلى المثول بين يدي المحكمة الجنائية الدولية والاقتصاص منهم إن عاجلاً أو آجلاً. كما أن صمت المجتمع الدولي أو محاولة البعض عرقلة التحرك بسرعة لوقف هذا العدوان الوحشي يعتبر وصمة عار في جبين الإنسانية.