اعتبر عدد من خبراء الإستراتيجية والقانون الدولي أن استخدام الفيتو الروسي الصيني ضد اتخاذ قرار من مجلس الأمن يفعل الموقف الدولي تجاه النظام المستبد في سوريا انتكاسة للقضية السورية قد تقود البلاد إلى حرب أهلية. وقالوا ل «المدينة» إن البدائل ستفرض نفسها في ضوء المصالح التي تحكم العلاقات الدولية. وقال الدكتور جعفر عبدالسلام أستاذ القانون الدولي بجامعة الأزهر إن النظام السوري سيستثمر الفيتو المزدوج لضرب الشعب السوري وهذا من شأنه أن يشعل الحرب الأهلية في سوريا. فيما قال أحمد رمضان عضو المجلس الوطني السوري إن الفيتو يمثل رخصة مفتوحة للنظام السوري لقتل الشعب وغطاء دوليًا لما يمارسه من عمليات قتل وترويع وهو ما حدث بالفعل في حمص والرستن وجبل الزاوية حيث قتل آلاف السوريين وجرحوا خلال اليومين الماضيين. وقال على عكس ما يتوقع الروس والصينيون من أن الفيتو يعطي فرصة للحلول السلمية فإن النظام لن يتراجع عن جرائمه وسنشهد المزيد من الضحايا وأنه سيؤدي لارتفاع وتيرة المواجهات التي تقود سوريا إلى حرب أهلية غير متكافئة لاسيما أن النظام السوري يملك مكونات العسكرية السورية، وقال إن المجلس الوطني السوري يحمل روسيا والصين مسؤولية تدهور الأوضاع في الفترة القادمة ومسؤولية الحرب الأهلية التي ستذهب بالبلاد. من جانبه أكد الخبير الإستراتيجي اللواء طلعت مسلم أن الفيتو الروسي الصيني وجه ضربة للمحاولات التي بذلتها الولاياتالمتحدة وشركاؤها الأوروبيون، للاحتشاد وراء خطة جامعة الدول العربية، التي كانت تطالب الأسد بالتنحي وتسليم السلطة لنائبه وتمهيد الطريق أمام قيام حكومة وحدة وطنية، منتخبة ديمقراطيًا. واتهم اللواء مسلم الإدارة الأمريكية بأنها كانت مسؤولة جزئيًا عن النتيجة التي آل إليها مشروع القرار المقدم للأمم المتحدة بشأن سوريا. حيث تعاملت مع الأزمة ببطء ولم تسعى لحشد موقف دولي رغم علمها باتجاه روسيا والصين لاستخدام الفيتو وهو ما يؤكد أن الولاياتالمتحدة تلعب في الأزمة السورية برؤية خاصة تراعي فيها الدعم الإيراني لسوريا ولا تنظر إليها باعتبارها قضية تتعلق بتطلعات شعب لنيل حريته.