دعا رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي أمس كل الدول الى طرد سفراء سوريا احتجاجا على القمع الدموي للحركة الاحتجاجية. وحملت روسيا أمس، الدول الغربية مسؤولية فشل التصويت في مجلس الامن الدولي على قرار يدين القمع بسوريا «لأنها لم تبذل الجهد الكافي للتوصل الى توافق حوله»، بعد استخدام الصين وروسيا الفيتو لمنع تبني القرار، وأشارت إلى أن وزير خارجيتها سيرجي لافروف سيسعى خلال زيارته الى دمشق غدا الثلاثاء الى الدفع من اجل تطبيق اصلاحات ديموقراطية سريعة. وأرجعت الصين استخدامها «الفيتو» إلى منع حدوث مزيد من الاضطرابات والخسائر في سوريا، وبذل مزيد من الجهود لتسوية سلمية للازمة، بحسب وكالة الانباء الصينية الرسمية «شينخوا». واحتشد المئات من المعارضين السوريين والناشطين اللبنانيين امام السفارة الروسية في بيروت أمس الاحد احتجاجا على الموقف الروسي في مجلس الامن السبت، فيما تجمع حشد مقابل تأييد للنظام السوري وللموقف الروسي. وفيما دان المجلس الوطني السوري أمس، استخدام موسكو وبكين ل «الفيتو» ضد مشروع قرار عربي- غربي حول سوريا. عبرت الامانة العامة لمنظمة التعاون الاسلامي عن اسفها العميق لفشل مجلس الامن بالتوصل لاتفاق حول سوريا، محذرة من خطورة تفاقم الأزمة ما قد يؤدي لمخاطر الانزلاق نحو حرب أهلية تهدد السلم والأمن والاستقرار بسوريا والمنطقة. وقال رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي ان «الشعب السوري ينتظر افعالا... اقلها قطع كل العلاقات مع النظام السوري... علينا ان نطرد السفراء السوريين من الدول العربية وكل الدول الاخرى». وحول الفيتو الصيني الروسي، دان الجبالي «الاستخدام المفرط لحق النقض» في المجلس. واضاف «انه حق يتم استغلاله وعلى الاسرة الدولية مراجعة هذه الآلية».من جهته، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي أمس ان الدول الغربية هي التي تتحمل مسؤولية فشل التصويت في مجلس الامن الدولي على قرار يدين القمع في سوريا، لانها لم تبذل الجهد الكافي للتوصل الى توافق حوله. وقال غينادي غاتيلوف في حسابه على تويتر: «نأسف في موسكو لان معدي مشروع القرار حول سوريا لم يرغبوا في بذل المزيد من الجهد للتوصل الى توافق». واضاف ان «النتيجة معروفة». إلى ذلك، اعتبر المجلس الوطني السوري في بيان الاحد الموقف الروسي والصيني «رخصة للقتل بدون محاسبة»، واعلن انه سيتوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة. وقال المجلس الذي يضم غالبية اطراف المعارضة السورية انه «يعبر عن ادانته البالغة لقيام حكومتي موسكو وبكين باعاقة مشروع القرار ويحملهما مسؤولية تصاعد عمليات القتل والابادة، ويعتبر أن الخطوة غير المسؤولة بمثابة رخصة للقتل دون محاسبة». واعلن البيان ان المجلس سيتوجه «نحو الجمعية العامة للامم المتحدة لاستصدار قرار دولي يدعم شعبنا الى جانب العمل على انشاء مجموعة اتصال دولية من الدول المساندة لنضال الشعب السوري بما يعزز عزل النظام وتقويضه». ودعا المجلس في بيانه «الشعب السوري والشعوب العربية والصديقة» الى «اتخاذ كل التدابير السياسية والاقتصادية والدبلوماسية بحق الدول التي أعاقت صدور قرار عن مجلس الأمن بما في ذلك المقاطعة الاقتصادية المباشرة ووقف التعاون التجاري، وإعادة تقييم العلاقات التي تجمع تلك الدول مع شعبنا والشعوب الشقيقة والصديقة». من جهة أخرى، اصدرت جماعة الاخوان المسلمين السورية بيانا نددت فيه «بالتواطؤ الروسي الصيني على دعم مشروع القتل ونظام الاستبداد في سوريا»، داعية الى مقاطعة سلع البلدين. وجاء في البيان «نذكر كل مواطن عربي انه عندما يمد يده الى اي سلعة روسية او صينية فانه يغمس يده في دماء الشعب السوري». واضاف البيان «لقد قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ان يجعل من دماء اطفالنا مدادا لدعايته الانتخابية، بينما ارادت حكومة الاستبداد الصيني ان تبعد عن نفسها شبح الربيع العربي الذي تتوجس ان يطرق ابوابها». وفي جدة، عبرت الامانة العامة لمنظمة التعاون الاسلامي عن «أسفها العميق لفشل» مجلس الامن في التوصل لاتفاق حول سوريا. وافاد بيان للمنظمة ان الامانة العامة تعبر عن «اسفها العميق لفشل مجلس الامن في التوصل لاتفاق حول مشروع القرار بشأن سوريا» والذي قدمه المغرب باسم المجموعة العربية. واضاف «كما تعبر عن املها في ألا يؤدي عجز مجلس الامن في اعتماد قرار حول الازمة السورية الى سقوط المزيد من الضحايا... وتحذر من خطورة تفاقم الازمة وما قد ينجر عن ذلك من مخاطر الانزلاق نحو حرب اهلية تهدد السلم والامن والاستقرار في سوريا والمنطقة بأسرها». وتابع البيان ان الامانة «دعت الحكومة السورية الى التركيز على الحل السياسي... والعمل على انجاز الاصلاحات التي وعدت بها». على الصعيد الميداني، قتل تسعة جنود وجرح آخرون أمس الاحد خلال اشتباكات جرت مع منشقين في شمال غرب سوريا، فيما قتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل في مدن سورية عدة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر المرصد ان «اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف ليل السبت الاحد في قرية احسم بجبل الزاوية في ريف ادلب (شمال) بين الجيش ومجموعات منشقة (اسفرت) عن مقتل ستة جنود وجرح 21 اخرين بينهم ضابط برتبة عميد واعطاب اربع اليات».