.. جاء توفيق الحكيم في فترة كانت المسرحية العربية لا تزال في أحضان الشعر عبر مسرحيات شوقي ومن بعده عزيز أباظة فنقلها إلى عالم «النثر» وقام بدور مشابه لدور «إبسن» النرويجي في أوروبا. .. كتب توفيق الحكيم المسرحية بلغة «الوسط» بين فصحى متكلفة وعامية متدنية فكانت له لغته المسرحية المتميزة، وجعل المسرحية متاحة للقراءة.. كتب عبر عدة مراحل وجارى الاتجاهات الحديثة ففي نهاية الستينات الميلادية ظهر مسرح «العبث» واللامعقول في فرنسا على يد «يوجين يونسيسكو» و»وصمويل بيكت» الايرلندي الذي أخذ فرصته في باريس، وحاول «توفيق الحكيم» مجاراة هذا الاتجاه من خلال مسرحية: «يا طالع الشجرة».. ومن قبل كتب «بنك القلق» مسرحية تستشرف آفاق التجديد في المرحلة.. كان يوسف إدريس – وهو مسرحي وقاص – دائم التصريح: ما فيش مسرحيات للقراءة «وكأنه كان يلغي «المسرح النظري» لكن المسرحيات كانت تقرأ من «شكسبير» و»راسين»، حتى المسرح الحديث.. وقرأت مسرحيات «توفيق الحكيم» أكثر من غيرها، وبما أن المسرح من أصعب الفنون فقد كان كُتّابه قلة. تأثر المسرح ب»السينما» أولاً ثم «التلفزيون»- وبالدراما خاصة.. لكن مسرحيات توفيق الحكيم ظلت موجودة تؤكد وجود مسرحي رائد لم يقيّض له أن يفوز ب»نوبل» وقد رُشح لها لكنه فاز بالريادة وبالعبقرية الكتابية المسرحية.