هل غادرت لغة الإبداع لغة الاحتجاج..!؟ سؤال يطرح نفسه.. ولغة الإبداع الجديدة تسجّل مع الزمن ابتعادًا حقيقيًّا عن اللغة القديمة..!! الإبداع في صوره الحديثة يخالف كل توقعات الحريصين على لغة الماضي..!! ومع تطور الإبداع لابد وأن تتطور لغته وإلاّ فلا تطور.. ومن هنا جاءت الفنون الجديدة: القصة القصيرة، المسرحية والشعر الحديث بلغة جديدة. القصة القصيرة جاءت بلغة إبداع مختلفة جديدة في سردها وحوارها.. والمسرحية كذلك ولعل توفيق الحكيم المبدع والناقل للمسرحية من حقل الشعر إلى النثر في دوره يشبه دور “ابسن” النرويجي في المسرحية العالمية، أقول: لعل توفيق الحكيم أول مبتكر للغة الثالثة أو اللغة الوسط بين الفصحى والعامية في كتابة “الحوار” وهذه خطوة إبداعية جريئة ونافذة..! كانت اللغة الثالثة أو اللغة الوسطى تشكّل تحوّلاً في مسيرة الإبداع نحو اللغة الجديدة..!! ثم جاء الشعر الحديث (شعر التفعيلة) يرسم للتحوّل الكبير على يد شعراء التفعيلة العظام والكبار أمثال: البياتي وصلاح عبدالصبور وأمل دنقل.. وفي هذا السياق يؤكد الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور أنه كان معجبًا بجرأة الشاعر الإنجليزي ت. س. إيلوت اللغوية، لكنه أدرك فيما بعد أن لغة الشعر قد تجاوزت لغة القاموس اللغوي..!! والسؤال: كيف ستمضي لغة الإبداع من خلال سياقات الآتي من الإبداع.. في قصيدة النثر وما سيتلوها من ابتكارات إبداعية قادمة.. إلى أين ستتجه لغة الإبداع القادمة..!؟