انتشرت أزمة ارتفاع أسعار بيع الأسمنت، وشح المنتج في منافذ البيع في الكثير من أسواق المملكة، وأكد متعاملون في الأسواق أن هناك أيادي خفية وراء الشح المتعمد في الأسواق، والذي رفع سعر كيس الأسمنت إلى 23 ريالًا، وأعرب مواطنون عن قلقهم من تفاقم المشكلة بعدما حظيت السوق في وقت سابق بهدوء وسيطرة جراء المراقبة من وزارة التجارة على الأسواق. وأشار عاملون في قطاع الأسمنت بأصابع الاتهام إلى بعض الموزعين «الأفراد» الذين يتعمدون إيجاد سوق سوداء نتيجة الإقبال على المنتج، وتكدس بعض الشاحنات وتأخرها في استلام الكميات المخصصة. وفي الوقت الذي انتشرت فيه ظاهرة ارتفاع الأسعار في معظم أسواق المملكة، أكد مدير فرع وزارة التجارة والصناعة بالمدينةالمنورة خالد قمقمجي أن مندوبي الوزارة يراقبون السوق، وان الشاحنة التي تمارس البيع خارج نطاق منافذ البيع المخصصة، يتم عدم الفسح لها للتحميل مرة اخرى من المصانع. وفي جدة تراوحت أسعار البيع بين 17 و19 ريالا، ويؤكد مواطنون أن الباعة هم الذين يحددون أسعار البيع اعتمادا على شدة الاقبال على المنتج. ويقول لؤي الغامدي: الأسعار في الوقت الحالي ليست مستقرة بسبب الباعة فالبعض منهم يقول سعر الكيس 17 ريالا والبعض منهم يؤكد أنه وصل إلى 19 ريالا وكل بائع يحدد السعر على مبتاغه اما المواطن محمد الفايز فيشير باصابع الاتهام إلى الموزعين داخل الأسواق مؤكدًا انهم هم السبب الرئيسي في رفع السعر، لافتا بأن شركات الأسمنت اعلنت عدم رفع أسعار البيع للموزعين. ويوافق في الرأي المواطن حسين الحربي الذي ارتفع صوته داخل ساحة الأسمنت في شارع الامير ماجد حيث قال للبائعين: انتم السبب في رفع السعر، وتستغلون الإقبال على السوق، وتريدون سلب اموال المشترين بغير حق، وأضاف: في الفتره السابقة كان سعر كيس الأسمنت لا يتجاوز 15 ريالا وانتم البائعون لم نجدك عندما توفر الأسمنت بسعر محدد من وزارة التجارة والآن عندما رجعت الأزمة وجدناكم منتشرين في كل مكان ومتحكمين في الأسعار وفي الكميات. * تحديد الكميات ولم تقتصر أزمة الأسمنت في الأسواق على السعر والشح، بل ان البعض من البائعين اصبح يحدد الحصة لكل مشتري، ويقول بندر المطيري: عند طلبي من البائع 300 كيس من الأسمنت لم يعطني سوى 200 كيس وبسعر 17 ريالا من غير التحميل وللاسف إن من يتحكم بالسوق هم عمالة وافدة من الجنسية الافريقية. ويتفق معه طارق المحضار الذي اشترى 150 كيسا بعد مفاوضات مع البائع، وحصل على الكمية بسعر 18 ريالا. وقال مشهور العتيبي عند الانتهاء من شراء الأسمنت بسعر 17 ريالا للكيس اردت تحميلها فطلب مني السائق 100 ريال للتوصيل والمشوار لا يتجاوز 7 كيلو ولكن يقومون باستغلال المواطن برفع السعر * سعر أعلى وفي المدينة لم يختلف الوضع كثيرًا إلا أن السوق سجلت ارتفاعا وصف بأنه الاعلى بين الأسواق، ويقول خالد الشريف: ننتظر بالساعات من اجل شراء الأسمنت بكميات لا تكفي لعمل اليوم الواحد، ونحن نرى عشرات الشاحنات التي يستوقفها بعض السماسرة قبل دخولها المدينة ومن ثم يتم البيع للمواطنين بسعر 23 ريالًا «للقطمة». ويقول ايمن شاهين: إن أشخاصًا يبيعون الأسمنت بأسعار مرتفعة وعند تقصينا للاسباب وجدنا أن عشرات السماسرة ينتظرون الشاحنات المعبئة بالأسمنت عند دخول المدينة ومن ثم يتم مساومة سائقيها وشراء الأسمنت ليتم بيعها في السوق السوداء. * اتهامات متبادلة وفي الباحة تبادلت الاتهامات بين الشركات المصنعة، الموزعين، إلا أن رئيس لجنة المقاولين بالغرفة التجارية حمل مصانع الأسمنت بالتلاعب في الأسعار وانها السبب الرئيسي في شح الأسمنت في المنطقة. ويقول احمد عبدالله «مقاول» الكثيرون متخون من تأثيرات أزمة ارتفاع أسعار الأسمنت والتي سببها شح في الأسواق وازدحام الكثيرين للحصول على كميات كبيرة خوفًا من الارتفاع المتزايد للأسعار. واضاف: نتمنى من الجهات المسؤولة وقف زيادة الأسعار قبل أن ترتفع إلى ارقام خيالية من جهته يستغرب المواطن خالد الزهراني من الارتفاع والانقطاع حيث أن الأسمنت منتج محلي، اما سعد الغامدي فيقول: أن الارتفاعات الأخيرة، التي طالت أسعار الأسمنت قبل فترة غير مبررة على الإطلاق والان يجب أن تتحمل الجهات المعنية مسؤولية الارتفاع ولا تدع للمتلاعبين اي طريق في ذلك واننا كمواطنين نحمل المسؤولية ما يحدث من ارتفاعات إلى وزارة التجارة والتي يجب أن تقف بكل حزم من اي ارتفاع اما عبدالرحمن وحسن ومازن الزهراني فيستغربان معاودة الارتفاع في الأسعار وان هذا دليل على غياب الرقابة والمتابعة. ويقول طارق القرشي: سعر كيس الأسمنت ارتفع ريالًا واحدًا ويباع الان بسعر 17 ريالًا وهذا قد يجعل الباب مفتوحا أمام احتمالات زيادة أخرى، فالمواطن متخوف من التدرج كما ما حدث قبل شهور. اما المواطن صالح محمد فيقول: قد يجعل الارتفاع والشح في وجود «سوق سوداء» وبيعه بالتخفي بعيدا عن انظار الرقابة وبهذا ترتفع الأسعار وينقطع عن الأسواق ويتسبب في تعطيل المشروعات الجاري تنفيذها. ويقول فواز الخزمري «مقاول»: إن الارتفاع في أسعار الأسمنت سبب لنا هاجسا ومتاعب جمة في الفترات السابقة حيث ارتفع الكيس الواحد من 15 ريالا إلى 25 ريالا وهذا الارتفاع مفتعل من بعض كبار التجار في هذا المجال والان الخوف أن يرتفع إلى أسعار لا يستطيع من خلالها المواطن مواصلة البناء. * الموزعون يتهمون وعلى نفس الصعيد حمل موزعو الأسمنت في منطقة الباحة المصانع بالتسبب في الأزمة التي تعاني منها المنطقة هذه الايام واكدوا «للمدينة» أن حصة الباحة في تلك المصانع قليلة مقارنة بمناطق اخرى اضافة إلى انتظار فترة التحميل والتي تصل إلى اكثر من ستة ايام ويقول غرم الله قليل «موزع»: ان سبب الأزمة الحالية في تعطل في احد مصانع الأسمنت وتحويل الموزعين إلى مناطق اخرى كما أن موزعي الباحة تم منعهم من التحميل من مصنع بيشة وذلك شكل ضغطا كبيرا على مصنع المجاردة. واضاف محمد صالح «موزع» أن التسعيرة الحالية فيها اجحاف كبير على الموزع وبخاصة في الازمات فنحن ننتظر موعد التحميل الذي يصل إلى اكثر من ستة ايام بمعدل اربع ورديات كل شهر وذلك لا يغطي مصاريف العمال والنقل وتاخير التحميل سبب أزمة شح كبيرة في المنطقة كما أن حصة المنطقة في مصنع بيشة قليلة جدا ولا تغطي احتياج المنطقة. وشكى كل من المواطن علي فرحة وصالح عبدان وسعد العالقي من قلة المعروض في السوق واقامة سوق سوداء خفية في مناطق بعيدة عن الرقابة يباع الأسمنت فيها ب 19 ريالًا للكيس والأزمة تحتاج إلى رقابة صارمة وفرض عقوبات على المخالفين. الحمدان: المصانع تتلاعب بالأسعار اتهم رئيس لجنة المقاولين بالغرفة التجارية بالباحة حمدان سعد الحمدان مصانع الأسمنت بالتلاعب في الأسعار وانها السبب الرئيسي في شح الأسمنت في المنطقة وان ارتفاع الأسمنت يعود إلى تلاعب من المصانع وهي ليست أزمة فعلية انما عدم وجود رقابة من الجهات المسؤولة، واضاف: كثير من أهالي منطقة الباحة يعبرون عن استيائهم لمعاودة ارتفاع أسعار الأسمنت كما هو في السابق، واكدوا خشيتهم من أن يكون هناك تدرج في الارتفاع والذي قد يؤدي إلى وقف أعمالهم البنائية، ويعرضهم للاستسلام لارتفاع ايجارات السكن هم وعائلاتهم. التسعيرة ثابتة ولم نرفع هللة واحدة اتهم الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الادارة بمصنع أسمنت الجنوب المهندس سفر ظفير الموزعين باختلاق الازمات وصنع شح غير حقيقي لتعطيش السوق وبالتالي يزيد الطلب ويرتفع السعر فالمصانع ليس لها علاقة بذلك كما اننا نبيع لهولاء الموزعين بتسعيرة ثابتة ومعروفة فهم يستفيدون من فارق السعر باختلاق الازمات وهذه مسؤولية وزارة التجارة ونحن نستطيع أن نتعاون مع الجهات الرقابية باعطائهم تفاصيل عن الناقلات التي تنقل للمناطق بالساعة. وقال ظفير إن منطقة الباحة من اقل المناطق التي تعاني من شح الأسمنت فالمناطق الاخرى التي تحتاج كميات اكبر من الأسمنت هي التي تعاني، مؤكدًا انه لا يوجد عطل بمصانعنا فنحن نسلم اكثر من 22000 طن يوميا في المصانع الثلات بزيادة 2000 طن عن الطاقة الانتاجية وتوقع ظفير زيادة في الطلب خلال هذه الفترة حتى شهر رمضان بسبب عودة المشروعات التي توقف العمل بها اثناء موسم الحج. من جهته أكد عبدالله يحيى سكرتير الرئيس التنفيذي لشركة أسمنت الجنوب اننا نبيع الأسمنت للعميل بنفس السعر ولم نرفع هللة واحدة والتلاعب والأسعار تتغير من بعد باب المصنع ولا نستطيع نتحكم فيها كما أن انتظار الشاحنات يتضاعف فبعد أن كانت سيارة التحميل تقف يومًا او يومين اصبحت الآن تقف اسبوعًا، مما أدى إلى شح في الأسواق واصبح هناك سوق سوداء لبيع الأسمنت بأسعار مرتفعة.