رأى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن أيام النظام السوري باتت «معدودة»، وذلك غداة فرض الجامعة العربية عقوبات على دمشق، مقرًا في الوقت نفسه ب «بطء التقدم» من أجل وقف أعمال القمع، فيما عقد اجتماع طارئ في مقر وزارة الخارجية التركية منتصف مساء أمس الأول برئاسة وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، وبحضور كل من نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية علي باباجان ووزير العدل سعد الله ارغين ووزير الداخلية ادريس نعيم شاهين ووزير الجمارك والتجارة حياتي يازجي. وأعرب جوبيه في حديث لإذاعة «فرانس اينفو» عن امله في ألا يتم «استبعاد» اقتراح اقامة «ممرات انسانية آمنة»، مضيفًا: «الأمور تتقدم ببطء مع الأسف، لكن هناك تقدم منذ اتخاذ الجامعة العربية، التي تتمتع بدور ملموس، قرارا بفرض مجموعة من العقوبات ستزيد من عزلة النظام السوري». وقال «من الواضح أن ايام النظام باتت معدودة فهو في عزلة تامة اليوم». واقر وزراء الخارجية العرب الاحد مجموعة من العقوبات الاقتصادية ضد الحكومة السورية على رأسها منع كبار الشخصيات والمسؤولين السوريين من السفر إلى الدول العربية وتجميد ارصدتهم في الدول العربية. وتابع جوبيه: «آمل ألا يتم استبعاد فكرة اقامة ممرات انسانية امنة لانها ضرورية». وقال: «سبق واقيمت مثل هذه الممرات في اماكن اخرى وهي السبيل الوحيد للتخفيف على المدى القصير من معاناة السكان». واشار إلى انه لا «علم لديه» برفض الاممالمتحدة للاقتراح، واضاف «انه طلب قدمه المجلس الوطني السوري وليس فكرة تقدمت انا بها»، مذكرا بانه طلب من الاممالمتحدة والجامعة العربية درس الاقتراح. وكانت مسؤولة العمليات الانسانية في الاممالمتحدة فاليري آموس اعلنت في بيان أن 1,5 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات غذائية، لكنها رفضت اقامة ممرات انسانية. وتابعت آموس «في هذه المرحلة، لا تبرر الحاجات الانسانية المحددة في سوريا اقامة مثل هذه الاليات. وقبل التباحث في مثل هذه الخيارات، من الضروري أن تكون لدينا رؤية واضحة للحاجات الدقيقة للسكان وتحديد اماكنها». الى ذلك ذكرت صحيفة «حريت» التركية امس أن الاجتماع الطارئ الذي عقد في مقر وزارة الخارجية التركية استمر ثلاث ساعات ونصف لمناقشة اتخاذ خطوات موحدة والتنسيق بشأن العقوبات الاقتصادية التي أقرها مجلس الجامعة العربية في اجتماعهم الاستثنائي بالقاهرة، ومنها حظر سفر كبار المسؤولين السوريين ووقف التبادل التجاري وتجميد المشروعات. يأتي ذلك فيما تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين امس في دمشق لادانة العقوبات التي فرضتها الجامعة العربية على نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وفي ساحة السبع بحرات في قلب العاصمة، رفع المتظاهرون اعلاما سورية عملاقة وصور الاسد وهم يرددون الاغاني الوطنية. وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني اعلن أن وزراء الخارجية العرب اقروا خلال اجتماع في القاهرة الاحد مجموعة من العقوبات الاقتصادية ضد الحكومة السورية. وهذه هي المرة الاولى التي تفرض فيها الجامعة العربية عقوبات اقتصادية ضد دولة عضو فيها. ويأتي هذا القرار في اطار تصعيد الضغوط على دمشق من اجل حملها على وقف قمع المتظاهرين المعارضين للنظام الذي اسفر منذ منتصف مارس الماضي عن سقوط اكثر من 3500 قتيل وفقا للامم المتحدة. وسبق أن فرض الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على سوريا. ومن شأن اتخاذ الجامعة العربية لاجراءات مماثلة خنق سوريا اقتصاديا التي تستوعب الدول العربية نصف صادراتها والتي تستورد قرابة ربع احتياجاتها من هذه الدول كذلك. وصدرت العقوبات في حين تواصل مسلسل العنف في سوريا حيث افاد ناشطون عن مقتل 23 مدنيا امس الاول برصاص قوات الامن السورية.