قال الضَمِير المُتَكَلّم : ما أن تمّ إقرار إعانة للعاطلين عن العمل ، أو ما سُمي ب ( حَافز ) ، إلا واستبشر كل مواطن ومواطنة يعيش في مستنقع البطالة ؛ فرغم بساطة المبلغ وكونه مقطوعاً ؛ فقد سكنت في النفوس الأفراح والليالي الملاح ؛ لأن الغرقان كما يقولون : يتشبث ب ( قَشّة ) !! المهم طال الانتظار ، حتى جاءت الأوامر بإلزام كل المتقدمين بفتح حسابات بنكية ؛ فالخيرات قادمة ، وهنا تقاطر أولئك المساكين على البنوك التي أذاقتهم أصنافاً وألواناً من العناء !! نعم تلك البنوك أو لنقل أكثرها التي تورمت صناديقها من خيرات الوطن ، ومن استنزاف المواطنين بحسابات جارية لا فوائد فيها ، وقروض تراكمية ذات فوائد كبيرة ، قابلت حاجة أولئك البؤساء للحسابات بالتّعنت والسخرية والطرد ، دون حسيب أو رقيب من الجهات المعنية !! ثم بعد طول الانتظار ومحطات العناء كانت الصدمة والطامة ؛ فَالفرحة أصبحت عزاء ، وحُلم شريحة كبيرة من المواطنين المساكين ب ( 2000ريال ) حَافِز تحول إلى سراب ، ومحطة جديدة من العَذاب !! فشرط أن لا يتجاوز عمر المستحق ( 35 عاماً ) حَرم أهم الفئات المحتاجة ؛ فإذا كان الشاب الصغير أمامه المستقبل ، مع محدودية الالتزامات الأسرية ؛ فمن المحرومين مَن يحمل هموم أسرته ، وتقدمت به السن وهو ( عَاطِل ) من التوظيف ؛ ولا ذنب له إلا أنه تخرج في تخصص لا يريده سوق العمل ؛ وهناك عَانس ، أو مطلقة كانت تأمل أن يكون ذلك المبلغ الزهيد مساهماً في لقمة عيشها ، وتلك زوجة تطمح أن تساعد زوجها الفقير ؛ ولكن ... !! ثمّ إنه التناقض العجيب والغريب أن يستحق ( حَافِز ) من مؤهله العلمي ( الثانوية ) ، ويُحرم منه مَن يتأبط ( الشهادة الجامعية ) !! أما تبرير وتَطمين وزير العمل لذلك في حسابه على ( تويتر ) : ( بأن غير المستحقين للإعانة المادية من الذين تفوق أعمارهم 35 عاما ؛ سيوفر لهم فرصة لتطوير الذات بالدورات التدريبية والتأهيل وخدمات التوظيف التي يوفرها برنامج «هَدف» للحصول على وظيفة مناسبة تؤمن لكم سبل العيش الكريم ) !! فجوابه إذا كانت النوايا صادقة والقلوب صافية فالمنطق يقول : اصرفوا تلك المكافأة لأولئك الضعفاء حتى يتم تدريبهم وتأهيلهم وتوظيفهم !! ولكن الواقع يؤكد أن المشكلة ليست في القرارات والأوامر التي تصدر في صالح الوطن والمواطن ؛ ولكن في الجهات التنفيذية ، وما تضعه من ضوابط وقيود تَلْتَف عليها ، وتفرغها من أهدافها النبيلة ، فهاهو ( حَافِز ) تحوّل إلى ( عَاجِز ) !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . تويتر : @aaljamili [email protected]