قال الضَمِير المُتَكَلّم: (مواطنة) بعثت تصرخ: لقد تخرّجتُ منذ سبعة عشر عامًا في تخصص الدراسات الإسلامية، ومن يومها وأنا غارقة في هموم البطالة، وأعاني مع أسرتي الفقر. لقد أصبح حُلم الوظيفة سرابًا!! وعندما سمعتُ ب(حَافِز)، فَرحتُ لعلّ وعسى؛ ولكن شرط السّن حرمني؛ وما زلتُ رغم المعاناة أنتظر الفَرَج!! وأقول: قبل سنوات كنتُ في زيارة عَمَل ل(أمستردام) في هولندا، يومها التقيتُ -مصادفة- بأحد العرب المقيمين حديثًا هناك؛ فأخبرني أنه دخل إلى تلك البلاد بطريقة غير شرعية!! ثم إنه قَدّم مَلَفّه بحثًا عن شَرْعِيّة السّكْنَى، فسألته: وكيف تعيش؟! فأجاب لقد منحتني الجهات المسؤولة التي تعمل -بإنسانية أولاً وأخيرًا- في منأى عن الإجراءات الأمنية والبوليسية سَكَنًا في شقة صغيرة، ضمن مجمّعات كبيرة شُيّدَت لذلك الغرض، كما خصّصوا لي راتبًا أسبوعيًّا حتى يُبَتَّ في أمر إقامتي، ثم ألتحق بالعَمَل!! لاحظوا أولئك القوم، والذين يدعو بعضنا عليهم صباح مساء، تعاملوا بإنسانية مع (وافِد غريب، مخالف لأنظمة الإقامة) ومنحوه البيت والفراش والزاد!! أمّا الجماعة في وزارة العَمَل -سامحهم الله- فإنهم يمارسون إذلال المواطن، وسلبه حقوقه؛ فما أَنْ صدر القرار الملكي الإنساني الكريم بمساعدة العاطلين والعاطلات؛ إلاّ وتركوا جميع التزاماتهم ومهماتهم، وكرّسوا أوقاتهم لتفريغ ذلك القرار من مضمونه، وأهدافه النبيلة بالشروط التعجيزية؛ ووَضْع العراقيل في وصول (2000 حَافِز)، لمستحقيها من المساكين العاطلين والعاطلات!! ويبدو أنهم في وزارة العمل قد رصدوا جائزة كبيرة لكل مَن يخترع شرطًا تعجيزيًّا يصفع المواطن، ويمنعه من (حَافِز)!! فكل يوم عناوين بشروط جديدة ل(حَافِز)، فربما غدًا يحمل صباحه شروطًا غريبة أخرى من قَبيل (لا يستحق «حَافِز» إلاّ مَن كان يتّصف بإجادة اللغة الهيروغليفية القديمة، والكتابة باللغة الصينية، ولِعْب الكِيْرَم بالإصبع الصغير من القَدم اليسرى)!! يا جِمَاعَة الرّبع، الأمر الملكي الكريم بإعانة العاطلين كان إنسانيًّا مطلقًا مفتوحًا؛ فلماذا الّلف، والدوران، والتعقيدات، والاختراعات؟! يا جِمَاعَة الرّبع، لماذا كل تلك اللجان، والاجتماعات، والشروط، والتعقيدات؟ المسألة ما هي محتاجة فكلها (2000 ريال) لمدة سنة واحدة، ولا تشيلوا هَمّ؛ فالأكيد المؤكد أن (مكافأة حافِز) سيلتهمها (سَاهِر)!! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. تويتر: @aljamili