قال الضَمِير المُتَكَلّم: فَخرٌ لي، وتاجٌ على رأسي أن أَشْرُف كل خميس بنشر رسائل بعض القرّاء الأعزّاء؛ تلك التي وصلت عبر رسائل ال(SMS) من خلال الجريدة وموقعها، أو بواسطة البريد الإلكتروني؛ وإليكم ما تسمح به مساحة هذا الأسبوع: (1) (مواطنة) أرسلت تبكي: أنا خريجة جامعية، أتأبّط شهادة (البكالوريوس) منذ عام 1423ه، تعاقدت على نظام البنود، وحصلت على خبرة ل(3 سنوات وأشهر)؛ ولكن لم يشملني قرار التّرسيم أو التثبيت؛ لأني وقتها -ولظروف أسرية- لم أكن على رأس العمل!! بقي لي بصيص من الأمل في التعيين المباشر بعد القرار الملكي باستحداث (52 ألف وظيفة) تعليمية للتعيين المباشر؛ ولكن وزارة التربية خلطت الأوراق بين قراري التثبيت والتعيين، فثّبتت على وظائف التّعيين؛ والنتيجة حرمان المُستحِقَّات للوظيفة، بينما فازت بها مَن تعاقدت لِتِرم واحد فقط!! لقد ضاعت أحلامي مع زميلاتي؛ فحتى (حَافِز) بشروطه التعجيزية طردنا؛ الفقر والبطالة تقتلنا؛ فهل ضاعت أعمارنا وأحلامنا في وطننا؟! (2) (سلطان) بعث: أصدقكم لا أحمل مؤهلاً عاليًا فظروف معيشية منعتني من إكمال تعليمي، الآن عمري (40 سنة)، لا وظيفة، ولا زواج؛ تقدمت للجميع، زرت كل الأبواب، عمري يجري، تمر الأيام والشهور والسنوات، وأنا أتجمد، بل أموت وأنا حَي!! فرحت ب(حَافِز)، ولكن شروطه وأدت فرحتي؛ فماذا أفعل؟ وهل يا ترى سوف أتزوج وأرى أطفالي؟ (لا أعتقد)؛ هل ضاعت أعمارنا وأحلامنا في وطننا؟! (3) (جميلة محمد الجابري) من المدينة: تخرجت في الجامعة (تخصص جغرافيا) منذ (8 سنوات)، طرقت كل الأبواب، كانت مغلقة، تعبت، بكيت، جفت دموعي، وأنا أطارد سَراب الوظيفة؛ ولكن لا أمل؛ ثم جاء (حَافِز)، لِيُسَدّد الضربة القاضية؛ الفقر والبطالة تقتلنا؛ فهل ضاعت أعمارنا وأحلامنا في وطننا؟! وأقول: تلك نماذج وصور من الحياة البائسة التي يعيشها طائفة ليست بالقليلة من المواطنين والمواطنات؛ القرارات الملكية تُحِسّ بهم، وتصدر في تحسين أوضاعهم: (في توظيفهم أو مساعدتهم)!! ولكن الجهات التنفيذية البعيدة عن نبض الوطن والمواطن، مهمتها خلط الأوراق والالتفاف على القرارات، ووضع الشروط التي تقتلها، وتستثني البسطاء والمساكين منها.. فمتى يعي هؤلاء أن هكذا أفعال تذبح المواطن البائس؟! أين هيئة مكافحة الفساد، وأين حقوق الإنسان؟! شكرًا أعزائي القراء على كريم تواصلكم، ومساحة (الضمير المتكلم) بِكُم ولَكُم. ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. تويتر: @aljamili